مشاعر حزن وألم وعجز وإحباط، تداهم أفراد الطواقم الطبية على مستوى العالم، بسبب ارتفاع أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، بينهم كثير من الحالات الإنسانية المؤثرة، ما يجعل «الطب» في وقت الوباء الحالي، من أصعب المهن في الكرة الأرضية.
يروى العاملون في المستشفيات عن معاناتهم مع الوباء، الذي لا يزال مستمرا منذ ديسمبر عام 2019، مؤكدين أنهم غالبا ما يبكون في نهاية المناوبات، بسبب شعورهم بالإحباط التام وهم يحاربون الموجة الثانية من «كوفيد 19»، إذ يرون مرضى في العشرينات من عمرهم يفارقون الحياة أمام أعينهم، دون وجود أي أمل في إنقاذهم، وفقا لصحيفة «مترو» البريطانية.
وقالت كلو ووكر، كبيرة ممرضين في إحدى مستشفيات بريطانيا، إنه في الوقت الحالي يشاهدون موجة أسوأ لفيروس كورونا، والناس متعبون ومجهدون للغاية: «يجب أن نكون متواجدين هنا لخدمة المرضى، لكني قلقة بشأن الندوب التي ستترك أثرا بداخلنا، ولا نستطيع تخطيها أبدا».
وأشارت «ووكر» إلى أن هناك أكثر من 5000 مريض يدخلون إلى المستشفى يوميا، مؤكدة أنه أمر مربك، وتشعر بالإحباط الشديد، خاصة أن الذين يموتون أعمارهم تقل عن 40 عاما.
تبكي الممرضة هانا باكهام، كثيرا في الوقت الحالي، عندما تنتهي نوبات عملها، كاشفة أن كثير من زملائها في المستشفى التي تعمل بها، أثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، ولا يوجد شئ يمكن فعله، وأن من يتعافى تظل هناك آثارا متبقية أيضا، إذ وصفت شعورها تجاههم بـ«العجز»، متابعة بأنها لا تعلم إن كانت الضحية المقبلة لـ«كوفيد 19» أم لا.
وحذر الاستشاري النفسي دومينيك سبراي، الأطباء من خطورة رؤيتهم لأشخاص في الأربعينات والثلاثينات والعشرينات أيضا، في وحدة العناية المركزة يموتون بسبب فيروس كورونا: «نحن نشهد تأثير الضربة القاضية هنا، التي تكون مدمرة للمهنة والنفسية تماما».
وأكدت جين إيفانز، مستشارة الطب الحاد والصدمات النفسية، أن العديد من الموظفين الشباب، قالوا إنهم لا يستطيعون استعادة توازنهم النفسي من جراء الموجة الأولى من فيروس كورونا، في وقت سابق من العام، حتى يواجهون موجة ثانية أكثر تدميرا.
تعليقات الفيسبوك