فكرته بمعاناة أمه.. قصة شاب أنقذ طفلاً وترك مالاً لوالدته بكفر الشيخ
الشاب الذي انقذ الطفل ووالدته
قبل أيام ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصةً موقع «فيسبوك»، بشهامة شاب من أبناء محافظة كفر الشيخ، أنقذ طفلاً من الموت، وترك مالاً لوالدته، دون ان تدري، حيث رأها في الشارع، تصرخ وتبكي وطفلها يعاني من تشنجات، فأسرع بخطفه منها وتوجه به إلى مركز أحد المراكز الطبية المتخصصة في علاج الأطفال.
الشاب يُدعى «طلحة السيد مغنم»، يبلغ من العمر 21 عاماً، مقيم بقرية «المرابعين»، التابعة لمركز كفر الشيخ، يعمل سباكاً، وفق ما أكد الدكتور أحمد شرابي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة لـ« الوطن»، مشيراً إلى أن شقيقة الشاب شاهدت التدوينة التي كتبها الطبيب على صفحته بموقع «فيسبوك»، وانتشرت على العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، فبادرت بالاتصال به، للكشف عن هوية شقيقها.
وقال الدكتور «شرابي»: « لقيت فتاة تتصل بي وتخبرني، أنها رأت البوست المنشور، وأن الشاب هو شقيقها، وتريد أن تكشف عن هويته دون علمه، لأنه لا يريد ذلك، وروت لي قصته جعلتني أتعاطف معه مرة أخرى، حيث أن الشاب تذكر والده الذي توفي منذ 10 سنوات، عمره وقتها كان 11 عاماً، توفى بعد رحلة علاج طويلة».
وأضاف «شرابي»، في منشور جديد على «فيسبوك» اليوم الثلاثاء: « هوا ده الشاب اللي خطف الطفل من أمه لما كان بيتشنج منها في الشارع، وجالي بيه المركز وتركلها الفلوس اللي في جيبه ومشي.. اسمه طلحة، عارفين طلحة عمل كده ليه؟.. عمل كده لأنه لما شاف الست بتصوت وهيا شايله ابنها في الشارع، افتكر والدته اللي كانت بتشقى وتشتغل علشانهم وعلشان أبوه مريض الكبد والسكر، اللي فضلت تجري عليه بين المستشفيات 20 سنه.. حتي توفاه الله من 10 سنوات وطلحه عنده 11 سنة».
وتابع بقوله: «الست فكرته بوالدته لما كانت بتسافر في رمضان تجيب السمك من بورصة السمك، علشان تبيعه، ويأذن المغرب والعشاء ويدخل الليل ومترضاش تفطر علشان توفر لهم تمن الأكلة، الست فكرته بوالدته لما كانت بتفضل سهرانة بأبوه في المستشفى لما كان بيحقن كيماوي، وتبات في الشارع علشان توفر لهم ثمن الغرفة اللي ممكن تقعد فيها».
وأضاف: «الموقف فكره بأخوه الكبير، اللي لما كان في الاعدادي كان بيشتغل، وأول مرتب قبضه اداه لواحد غلبان شافه بيعيط في الشارع علشان العربية اللي شغال عليها اتخبطت، الموقف فكره بأخته اللي كانت مبتصرفش مصروفها وهما أطفال علشان تديه لأخوها لأن مرتبه مش مكفي لآخر الشهر، والموقف فكره بأخوه اللي لما ربنا أكرمه سفر اخواته وأمه للحج والعمرة.. وكان رد فعل حمزة (يقصد طلحة)، اللي بيشتغل سباك ودي كانت يوميته، كان طبيعي يعطيها للست لما شافها في ضيقة».
وتابع الدكتور «شرابي» في تدوينته: «الست اللي كانت بتصوت بابنها فكرته بوالدته اللي كانت زي الست دي بتجري على عيالها علشان تربيهم وتعلمهم أنهم يساعدوا أي حد محتاج، والدته الحاجة زينب اللي جوزها سمي بنته الصغيره علي اسمها زينب، واللي هيا في أولى ثانوي وعايزه تطلع دكتورة»، واختتم بقوله: «تسلم البطن اللي حملت وتسلم الأيد اللي ربت».