«عايدة» رحلة كفاح مع أبنائها تكتمل بمسئولية زوجة ابنها الإيطالية
"عايدة" رحلة من الكفاح مع أبنائها اكتملت بمسؤولية زوجة ابنها الإيطالية
مات زوجها مبكراً، وترك لها 5 أبناء، أصغرهم كان لا يزال رضيعاً في الشهور الأولى من عمره، لم تفكر في الزواج لحظة، رغم صغر سنها، وأفنت عمرها في تربية أبنائها، حتى انتهوا جميعهم من مراحل التعليم المختلفة.
وبعد أن تمكنت "عايدة" من تزويج أبنائها، ظنت أن مهمتها في الحياة قد انتهت، إلا أن زواج ابنها الأكبر "محمد"، من "ديسيريه" الإيطالية، وإحضارها إلى منزل أسرته في قرية "تطون"، التابعة لمركز إطسا، بمحافظة الفيوم، كان بداية مسئولية جديدة، حيث أخذت على عاتقها تعليمها الطهي والحديث باللغة العربية، وأخيراً شرح تعاليم الدين الإسلامي لها.
"محمد جمال"، زوج "ديسيريه" الإيطالية، الشهيرة باسم "أمينة"، قال إنّ والده توفيّ سنة 1991، قبل حوالي 30 سنة، وترك 5 أبناء، هو أكبرهم، ثم "وائل ونبيل وأسماء وسامح"، وأنّ أصغر إخوته "سامح" كان لا يزال "في اللفة" عندما مات والده، وتولت والدتهم مسئولية تربية أبنائها الخمسة، كانت تقوم بدور الأم والأب في آن واحد، وأنفقت عليهم وعلى تعليمهم من عملها كمُعلمة في مدرسة القرية الابتدائية حتى انتهوا جميعاً من دراستهم.
وكشف "محمد"، في تصريحات لـ"الوطن" أنّ والدته اقترضت أموالًا كثيرة من أجل تحقيق حلم أبنائها بالسفر إلى إيطاليا، وبالفعل سافر هو وأشقاؤه الأربعة، وعملوا هناك حتى أصبحوا أصحاب شركات ومحلات تجارية في إيطاليا، لافتاً إلى أنّ والدته كانت تقول لهم إنّها قد أدت رسالتها بالكامل، ولكنّه تزوّج من "أمينة" وأحضرها إليها، ورغم رفضها لزواجهما في البداية إلا أنّها اقتنعت فيما بعد، وأخذت على عاتقها مسؤولية الاهتمام بزوجة ابنها، وتعليمها كل شىء.
وأشار إلى أنّ والدته كانت تتعامل مع "ديسيريه" أو "أمينة" كما أطلقت عليها والدته، كابنتها وبدأت تُعلمها اللغة العربية بالتدريج ولم تكن تطلب منها تعلم الطهي ولكن أمينة أصرت عليها في تعليمها الطهي بسبب قيامه بالمزح معها دائمًا بأنّه سيتزوج مصرية لتطهي لهما، فكانت تطلب من والدته دائمًا تعليمها طهي الطعام المصري خصوصًا الأطعمة التي يحبها زوجها، وأصبحت أمينة تناديها "ماما عايدة" من تلقاء نفسها.
ولفت إلى أنّ الفضل يرجع إلى والدته فيما وصلت إليه "أمينة" حيث جعلتها تتقن اللهجة الفيومي كإنها وُلدت في قرى الفيوم، بالإضافة إلى أنّها أصبحت قادرة على شراء كل شىء من السوق وتُفاصل الباعة في أسعار الخضراوات والفاكهة، كما أنّها تعرف "تنقية" الفاكهة والخضراوات الجيدة وتترك السيئة.
وبيّن أنّ والدته بالنسبة لهم هي كل شىء فهي الأم والأخت والصديقة خصوصًا بعدما أفنت حياتها في تربيتهم، وأنّ لولاها لما كانوا سافروا إلى إيطاليا وأصبحوا أصحاب شركات، لافتًا إلى أنّه ذات مرة قالت له "أنا نفسي أشوف إيطاليا بتاعتكم دي" فأخذ جملتها ووضعها "حلقة في أذنيه" حتى حصل على الجنسية الإيطالية وأول شىء فعله أن أرسل دعوة لها وحصل لها على إقامة وأحضرها إلى إيطاليا لتتنزه هناك.
وفي ختام حديثه أكدّ "محمد" أنّ والدته سافرت إلى إيطاليا منذ ثلاثة أيام، وأنّ هذه هي المرة الرابعة التي تُسافر فيها والدته، حيث يستدعيها أحد أبنائها في كل مرة بالتبادل مع بعضهما البعض لتتنزه وتقضي أجازتها هناك ثم تعود، ولولا عملها لكانوا أخذوها في رحلة إلى إيطاليا كل عام خصوصًا أنّها تُحب السفر.