الإبداع ليس حكرا على أحد، فهناك من يكتشفه ويعمل على تطويره ومن هنا تبدأ رحلة النجاح، وهناك من يدركه ولايسعى لتطويره، وهنا تتحول تلك الموهبة إلى سراب، فبعد أن كان بإمكان ذلك الشخص استغلالها من أجل كسب الشهرة ومن ثم المال، تصبح مجرد صفة تجسدت واختفت بفعل الأيام.
محمود: اتعلمت الرسم من والدي وسقف طموحي بيعلى
موهبة «محمود عماد» الشديدة في الرسم جعلته يتفنن في إضافة لمسات جمالية لما يقدمه من فن، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته في بداية طريقة الفني، إلا أنه قرر أن يتحدي الظروف، ويثبت للجميع أنه يمكن أن يكون سببا في تطوير الفن ورسم البسمة علي شفاه من يقوم برسمهم.
محمود البالغ من العمر 36 سنة، أحد أبناء محافظة الإسماعيلية، قرر أن يسلك طريقا مختلفا عن أبناء بلدته، وأن يلتحق بالمدرسة الثانوية الزخرفية، كي يحقق ذاته ويتعلم الرسم وفق أسس ونظريات، كي تكون موهبته تلك مدعومة بالدراسة والعلم.
منذ أن كان في مرحلة الطفولة وهو يرى والده الذي كان يعمل خطاطا ورساما، وهو يبدع في فن تشكيل اللوحات، ومن هنا تعلق قلب الصغير بما يقوم به الأب من إبداع، جعله يتمنى أن يسير على نهج أبيه يوما ما: «حبيت الرسم وقلبي مال له أكتر بسبب أبويا، وقررت إني أطور من موهبتي دي بأني درست رسم البورتريه بالرصاص في أكاديمية خاصة، ومن هنا لاقيت سقف طموحى بدأ يعلى».
قرر الفنان الثلاثيني أن يستغل شغفه هذا في البحث عن خامات أخرى غير الورق، يمكن من خلالها الرسم: «زى ألوان الخشب وألوان الزيت، وكمان ألوان الاكريليك، والألوان المائية».
قرر «محمود»، تكريم النجم العالمي أنطوني كوين الذي يعتبره محبوب العرب، لما قدمه من أفلام جسدت المواطن العربي، لينال بعدها حب واحترام العرب، ومن هنا قرر الثلاثيني أن يخلد ذكراه بـ «بورتريه» وهو يرتدي ملابس البطل الليبي عمر المختار: «حبيت أجمع الشخصيتين في بعض انتونى كوين اللي أنصف العرب وجازف بتاريخه واتعرض لهجوم لمشاركته في فيلم الرسالة وفيلم عمر المختار، وكمان النظرة والإصرار على مقاومة الاستبداد ورسمته في 8 ساعات».
تعليقات الفيسبوك