«راشد» باحث مصري بألمانيا ساهم في ابتكار علاج مرض يعاني منه الملايين
الدكتور محمود راشد
من «الأزهر» في القاهرة القديمة، إلى جامعة «بون» الألمانية، خاض ابن أقدم جامعة إسلامية في العالم، رحلةً طويلةً سار خلالها في طريق الإنجاز الذي اختتمه بكتابة اسمه بحروفٍ من نور ضمن فريق بحثي، استطاع الفريق البحثي أن يبتكروا مركبات لمرض مازال العالم عاجزا أمام وضع علاج له يوقف به نزيف آلام الملايين حول العالم.
إنجاز كبير ساهم الدكتور محمود راشد ابن كلية الصيدلة جامعة الأزهر في تحقيقه، فهو أحد أفراد فريق بحثي في جامعة «بون» في ألمانيا ساهم في تسجيل براءة اختراع لمركب من الممكن أن يسهم في تخفيف آلام مصابي مرض التصلب المتعدد، والذي يعاني منه أكثر من 2.5 مليون شخص حول العالم.
يروي راشد لـ«الوطن»، أن ذلك المرض يسبب آلاما شديدة للمرضى، فهو يتسبب في إتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب، هذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، بل ويتسبب في إصابة الأعصاب نفسها بالضرر، وهو ضرر غير قابل للإصلاح.
براءتا الاختراع الذي شارك فيهما «راشد»، قد تكون بارقة أمل لتخفيف الآلام الناتجة عن ذلك المرض، بل يسهم أيضا في إيقاف عملية تآكل الغشاء، فضلا عن أنه يسهم في إعادة بناء الغشاء المحيط بالأعصاب: «المرض ده مسكناته غالية جدا تصل لـ 160 ألف جنيه للحقنة الواحدة، ولكن نأملنا أن يكون مركبنا بسعر أقل من ده بما يسهم في علاج الملاين حول العالم».
ما يقرب من سنوات عديدة قضاها الشاب المصري من العمل مع زملائه في ألمانيا للعمل على مركبات لعلاج ذلك المرض، في براءة اختراع كتبت تفصيلاتها في ملفات ضمت أكثر من 800 ورقة: «العمل ده نتاج سنوات، بالتعاون مع إحدى الشركات الطبية مع الجامعة التي أعمل بها».
قبل 8 أعوام سافر «راشد»، إلى ألمانيا للحصول على الدكتورة، والتي نجح في الحصول عليها منذ 3 سنوات من جامعة «بون»، ونال بعدها وظيفة باحث ما بعد الدكتوراه من الجامعة نفسها: «ولسه شغال على مشروعات وأبحاث تانية في ألمانيا أتمنى إنها تساعد في التخفيف من ألم البشرية حول العالم».
طموحات عديدة يحلم الشاب الثلاثيني بتحقيقها، أهمها أن يعود إلى وظيفته الجامعية في مصر مرة أخرى، وينقل خبراته التي اكتسبها خلال تواجده في ألمانيا إلى زملائه وتلامذته حتى يتمكنوا من مساعدة الكثير من المرضى بابتكاراتهم الطبية.