جعلته الظروف يعمل أثناء دراسته، وظل صابرا طوال السنوات الماضية منتظرا تخرجه للعمل بشهادته، حتى تخرج في كلية الحقوق وأكمل دراسته بالحصول على ماجستير في القانون، ولكنه لم يرغب في العمل بالمحاماة، فعمل بهنته التي تربى عليها منذ صغره وهي «الفراشة»، وبعد توقف الأفراح نظرًا لتفشى فيروس كورونا، قرر إسلام فوزي (27 عامًا)، يقطن في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، شراء «توك توك» وكتب عليه «توك توك الماجستير».
يروي «إسلام» أنه يعمل في الفراشة منذ أن كان يدرس في المرحلة الابتدائية، واستمر عمله مع الدراسة حتى انتهى من الماجستير، ولم تسمح له الظروف في التركيز على دراسته نظرًا لمتطلباته المادية، مضيفًا: «طول عمري بعتمد على نفسي وشغال مع الدراسة، كنت بروح أفرش الأفراح بالسجاد وأركب لمبات كهربا، كل ده حتى وأنا بحضر الماجستير وعمري ما اتكسفت من شغلي، بس كان نفسي أرتاح وألاقي شغل بشهادتي بعد سنين التعب اللي عشتها».
«إسلام»: كنت فاهم إني هشتغل بسهولة لما أخد الماجستير
مع تفشي فيروس كورونا تعطلت مصالح الكثيرين، منهم «إسلام» الذي انعدم شغله بسبب حظر الأفراح، ولكنه لم ييأس قط بل اشترى «توك توك الماجستير»، وعمل بها ليتمكن من قضاء احتياجات أسرته، فوالده خرج على المعاش ولا يعمل، ووجد نفسه يتنقل من عمل والثاني دون أن تنفعه شهادته، إذ يخرج في الصباح جائبًا الشوارع لا يعود إلا ومعه ما يكفي احتياجاته، يقول «إسلام»: «كنت فاهم إني لما أخد الماجستير هقدر أشتغل به، بس لقيت نفسي بين شغلانة والتانية وشهادتي ماعرفتش استفاد بيها، فكتبت على التوكتوك بتاعي جملة ماجستير عشان دي درجة عملية مهمة ماحدش بياخدها بسهولة».
إسلام: مش معايا فلوس أحضر دكتوراه
يأمل «إسلام» في الحصول على الدكتوراه ولكن منعه تكلفتها الكبيرة، فمصاريفها تصل إلى 30 ألف جنيه، وهو الآن في حاجة إلى الأموال، إذ يحكي أنه مقبلاً الفترة القادمة على الزواج، مضيفًا: «مش معايا فلوس أحضر دكتوراه إلا لو اشتغلت في مجالي وبقى معايا فلوس».
تعليقات الفيسبوك