«مقابلات وحل مشكلات وخصومات».. حياة شيخ الأزهر في مسقط رأسه بالأقصر
شيخ الأزهر فى ساحة الشيخ الطيب
صفوف طويلة، ومقابلات لا تنتهي، مع فئات متنوعة من أبناء الأقصر، والكثير من الأجانب المقيمين والطلاب الأفارقة، هكذا يقضي الإمام الأكبر شيخ الأزهر يومه خلال قضائه الإجازة الشهرية في ساحة جده الشيخ الطيب بمنطقة القرنة الآثرية، غرب المحافظة.
اعتاد «الطيب» أن يقضي يومين على الأقل في مسقط رأسه بمنطقة القرنة الآثرية وسط أهله وأصدقائه منذ تولي مسؤولية مشيخة الأزهر، ومن قبلها الجامعة؛ إذ لم تنقطع هذه العادة على مدار السنوات الماضية.
ويحرص الإمام الأكبر على قضاء حوائج الناس بنفسه خلال إجازته، ويصر العشرات من طالبي الحاجات على مقابلته شخصيا، وهو ما يرحب به شيخ الأزهر.
يقول أحمد العزب، أحد أبناء منطقة القرنة، إن ساحة الشيخ الطيب تفتح أبوابها يوميا للزائرين ولأصحاب الحاجات؛ إذ يلتقيهم في العادة الشيخ محمد الطيب، شقيق شيخ الأزهر، شيخ الطريقة الخلوتية، مشيرا إلى أن للساحة أسلوب منظم في قضاء حاجات الناس؛ إذ أن هناك لجان متعددة تتعرف على مشكلات الناس تفصيليا، وتتواصل مع الجهات المختصة لقضاءها وحلها، وهو الأمر الذى اعتاد عليه المكان المذكور منذ تأسيسه، حيث يعتبرها أبناء الأقصر الملاذ، وبابا لقضاء الحاجات.
وأضاف «العزب»، أنه خلال تواجد شيخ الأزهر أثناء قضاء إجازته، يلتقي يوميا بالعشرات من أصحاب الحاجات، منهم السيدات الأرامل التي تبحث عن معاش أو بناء منزل أو إجراء عمليات جراحية، مؤكدا أن «الطيب» يتابع حل المشكلات بنفسه، من خلال الاتصال بالمسؤولين.
ونوه ابن المنطقة، إلى أن طلاب جامعة الأزهر من الأفارقة والآسيويين يزورون الساحة بشكل مستمر، لحل مشكلات تتعلق بالدراسة أو بالإقامة، ويسعى شيخ الأزهر لحل كل هذه الأمور، خاصة إذا كانت أمور قانونية وشرعية، ولهم حق فيها.
وشدد أحمد العزب، على أن الشيخ الطيب وشقيقه الأكبر يهتمون بشكل كبير بإجراء المصالحات بين العائلات والأفراد في كل بقاع الصعيد، وليس في الأقصر فحسب، موضحا: «تجد يوميا المتخاصمين أو أصحاب الحقوق يزورن الساحة ويحل الشيخ أو شقيقه حل الخصومات».
وأشار «العزب» إلى أن الساحة تعتبر قبلة للسائحين والأجانب المقيمين، الذين يلجأون إليها في حالة وجود أي خلاف مع أبناء الأقصر أو مؤسسات أو أفراد؛ إذ يسعى شيخ الأزهر وشقيقه لحل المشكلات كافة.
وتأسست ساحة الشيخ أحمد الطيب الحساني، جد شيخ الأزهر الشريف، عام 1900 ميلادية، أي ما يقرب من 120 عاما، لإلقاء دروس العلم بها؛ إذ كانت المدينة الغربية للأقصر تندر بها المدارس، وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم.