وزير الداخلية في عيد الشرطة: انتهجنا مسارا متوازنا لمكافحة الجريمة
اللواء محمود توفيق وزير الداخلية أثناء الاحتفال
ألقى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كلمة خلال احتفالات عيد الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال الوزير في بداية كلمته: «بالغ التقدير والاعتزاز لتشريفكم احتفال هيئة الشرطة بالذكرى التاسعة والستين لمعركة الإسماعيلية الخالدة، التي سطرت ببطولاتها صفحة مضيئة في سجل العطاء والنضال الوطني لرجال الشرطة الأوفياء، يساندهم أبناء شعب مصر العظيم واليوم».
وتابع: «رغم تباين التحديات واختلافها تبقى المبادئ على ثباتها ويواصل رجال الشرطة عطاءهم لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، في إطار عقيدة أمنية تشكلت ركائزها من أسمى معانى الوطنية».
وأضاف: «تمضي مسيرة الوطن بقيادتكم سيادة الرئيس لإنجاز مقومات الدولة العصرية، وإرساء قواعد التحديث والتطوير في المجالات وبإصرار مضت خطواتكم الثابتة لتحقيق حياة آمنة وكريمة لكل مواطن أساسها العدل وتوازن الحقوق والواجبات».
وزاد الوزير: «جاءت السياسة الأمنية المعاصرة، في إطار من التعامل الواعي مع الواقع ومتغيراته إعلاء للمصالح العليا للوطن، وتجسيدا لإرادته وحماية لمسار التنمية والديمقراطية في مختلف المجالات، حيث تحرص وزارة الداخلية على ترجمة إيمانها الكامل بأنّ المفهوم الشامل للأمن القومي، أصبح ضمانة أساسية لدعم مقومات الاستقرار في إطار السياسة العامة للدولة، وتكامل جهود مؤسساتها لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة».
وأكمل توفيق: «الجمع الكريم، ارتكزت محاور خطط وزارة الداخلية في تحقيق رسالة الأمن على مواصلة المواجهة الحازمة للإرهاب، وهنا يقف رجال الشرطة جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة، يواصلون عطائهم وتتصل تضحياتهم برصيد من الثقة فيما أنجزوه من انحسار للإرهاب وشل حركة فلول عناصره، وبالرغم من النجاحات المحققة التي انعكست على فرض الأمن والاستقرار بالبلاد، إلا أنّ الوزارة تعي أهمية استمرار اليقظة الأمنية ورصد تحركات التنظيمات الإرهابية التي تعتمد على استغلال محيط إقليمي، يشهد حالة من التوتر والعنف وتنطلق منه لزعزعة إستقرار دول قارتنا الأفريقية».
واستطرد: «وفي هذا تتكامل الجهود الأمنية لمواجهة المحاولات اليائسة التي تدبرها رؤوس جماعة الإخوان الإرهابية بالخارج، للنيل من مصر وشعبها عبر ترويج الشائعات وتحريف الحقائق وخداع الشباب وتحريضهم على تدمير مقدرات وطنهم».
وأوضح: «سوف يذكر لكم التاريخ سيادة الرئيس، بكل التقدير إعلانكم أنّ (مكافحة الإرهاب حق إنساني)، والتأكيد على أهمية التعاون وتكامل الجهود الإقليمية والدولية لردع كل من يوفر للإرهابيين ملاذا آمنا لممارسة الأنشطة الإجرامية والدعائية التي تهدد أمن وسلامة الدول».
وقال: «كان مسار وزارة الداخلية متوازنا متكاملا لمكافحة الجريمة بشتى صورها، ما أدى إلى انخفاض متميز في معدلات ارتكاب الجريمة الجنائية، ما يعكس الجهود الأمنية المضنية التي يضطلع بها رجال الشرطة إلى جانب جهود الدولة فى تطوير المناطق السكنية والخطرة والغير آمنة التي كانت تعد أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الجريمة فضلا عن التفاعل الجماهيري مع تلك الجهود، والذي ينبع من الإدراك الواعي بأهمية تعاون الشعب مع الشرطة لحماية المجتمع من كل ما يشكل جريمة تستهدف أمنه واستقراره».
وتابع: «انعكاسا للتوتر الذي تشهده المنطقة، نشطت محاولات تهريب المخدرات باعتبارها أحد أدوات استهداف عقول الشعوب، وتضطلع أجهزة البحث والمعلومات بالوزارة بالتصدى لتلك المحاولات وتوجيه الضربات الأمنية الإستباقية والحيلولة دون إغراق البلاد بالمواد المخدرة أو استخدامها كمحطة للتهريب إلى الدول الأخرى».
وأضاف: «السادة الحضور، تحقيقا للأمن بمفهومه الشامل حرصت الوزارة على الارتقاء بمنظومة السجون والتوسع في تنفيذ برامج متطورة ترسخ مبادئ حقوق الإنسان عبر الاهتمام بالجوانب الصحية والتعليمية والمهنية والاجتماعية للنزلاء وإعادة تأهيلهم للعودة للانخراط كعناصر صالحة وفاعلة بالمجتمع».
وأكد: «تنفيذا لتوجيهاتكم سيادة الرئيس بضرورة اضطلاع مؤسسات الدولة بدورها المجتمعي التكافلي باعتبارها جزء من نسيج هذا المجتمع، تضطلع أجهزة الوزارة بتطوير برامجها في سبيل تحقيق جودة الخدمات الأمنية للمواطنين من خلال التوسع في استخدام التقنيات الحديثة والمساهمة بفاعلية بالمبادرات الاجتماعية التي تستهدف تخفيف العبء عن كاهل أهلنا من محدودي الدخل ومتحدي الإعاقة، بما انعكس على تعميق التلاحم الإنساني بين المواطن ورجل الشرطة».
وأوضح: «الإخوة والأبناء، أعضاء هيئة الشرطة على امتداد مواقع العمل الأمني، تحية لكم في يوم عيدكم، أكدتم بجهودكم وتضحياتكم أنّكم خير خلف لمن سبقكم من رجال الشرطة الذين كانت لهم المواقف المشهودة على امتداد التاريخ في حماية الأمن الداخلي للوطن».
وقال: «أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال القوات المسلحة الباسلة والشرطة الأبية، مع خالص الدعاء لمصابينا الأبطال باستكمال الشفاء حتى يعودوا لصفوف العطاء».
واستطرد: «السيد الرئيس، عقد رجال الشرطة العزم على تحصين المصالح العليا للبلاد من أي خطر قد يهددها، وهم على قدر كبير من الوعي بأهمية مواصلة انتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث، والتزام كامل بالولاء والفداء مهما تعاظمت التضحيات، يجددون العهد في المضي بعزيمة الأبطال تحت قيادتكم الحكيمة لحفظ الأمن وترسيخ دعائم الاستقرار، حفظ الله مصر بكم ورعى شعبها من كل سوء، وأدام عليها بفضله وجهود أبنائها الأمان والازدهار، إنّه تعالى نعم المولى ونعم النصير».