سياسيون لبنانيون عن الاحتجاجات في الشارع: ثورة جياع وطابور خامس
احتجاجا لبنان
عادت التحركات الشعبية إلى الشارع اللبناني، بعد أن أحجمت السلطة في لبنان عن تأمين الحد الأدنى من المساعدات الاجتماعية للشعب اللبناني، وقد بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، وفي وقت تتخبّط الوزارات المعنية، منذ عام تقريبا، في وضع اللوائح التي تضم الأسر والأفراد المحتاجين معونات عاجلة، ما عاد هؤلاء، ومعظمُهم من العمالة اليومية، قادرين على التحمل والسكوت.
نزل المواطنون إلى الطرقات مجددا منذ يومين في الشمال والجنوب والبقاع مرورا بالعاصمة اللبنانية بيروت والشوف، رفضا للفقر والظلم ونفّذوا وقفات احتجاجية في بعض المناطق وقطعوا الشوارع في أخرى، بالاطارات ومستوعبات النفايات والشاحنات وما تيسّر، علّ صرختهم تصل الى المسؤولين، ولم تخل التحرّكات في بعض النقاط، ولا سيما طرابلس، من الشغب، بحسب موقع «المركزية» اللبناني.
لكن الغريب في هذا المشهد الدراماتيكي، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ«المركزية»، هو ان القوى السياسية واهل الحكم، على تبايناتهم وخلافاتها، سارعوا، الى اعتبار الانتفاضة الشعبية العائدة، محرَّكة من قبل خصومهم، لاهداف سياسية، أو مِن قبل طوابير خامسة.
و غرد الرئيس المكلف سعد الحريري عبر تويتر : قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوو الدخل المحدود، وليس هناك بالتأكيد ما يمكن أن يبرر الاعتداء على الأملاك الخاصة والأسواق والمؤسسات الرسمية بحجة الاعتراض على قرار الاقفال.
وأضاف: لكن هذا لا ينفي حقيقة ان هناك فئات من المواطنين تبحث عن لقمة عيشها كفاف يومها ، ولا يصح للدولة إزاء ذلك ان تقف موقف المتفرج.
وتابع الحريري: أنبه أهلنا في طرابلس وسائر المناطق من أي استغلال لأوضاعهم المعيشية، وأطالب الدولة والوزارات المختصة باستنفاد كل الوسائل المتاحة لكبح جماح الفقر والجوع وتوفير المقومات الاجتماعية لالتزام المواطنين قرار الإقفال العام.
في المقابل، لم تستبعد اوساط الفريق الرئاسي، ان تكون التحرّكات على الأرض مفتعلة ويقف وراءها خصوم العهد، غامزة من قناة تيار المستقبل انطلاقا من «جغرافيا التحركات»، بهدف محاولة حشر رئيس الجمهورية ودفعه الى القبول بالتشكيل، وفق المقاربة التي وضعها الرئيس الحريري، تحت ضغط الشارع والأوضاع المعيشية والاجتماعية الآخذة في التدهور، كما ان هذه الاوساط لا تستبعد أن تكون التحركات هدفها ايضا الرد على فتح ملف حسابات المصرف المركزي وحاكمه في القضاء.
وتقول المصادر لـ«المركزية»، أن قراءة ثورة الجياع بهذا الشكل «السطحي»، تؤكد أن القوى السياسية لا تزال على كوكب آخر، وأنها مصرّة على التلهي بحساباتها السياسية الضيقة والشخصية.