مفكر روسي: توقعت فشل «الربيع العربي» مبكرا.. ولن يعود ثانيا
أندريه فورسوف
فسر المفكر والمؤرخ الروسي أندريه فورسوف مدير مركز الدراسات الروسية في معهد البحوث الأساسية والتطبيقية، توقعه المبكر لفشل ما يعرف باسم «ثورات الربيع العربي».
وقال «المرجعية هنا في من فاز ومن خسر، وفيما يخص الربيع العربي، فقد شهدت دول عربية عديدة قفزة في ثورات شعوبها، وكان هناك بعض الأهداف، لكن ما لفت انتباهي أنه وسط المتظاهرين كانت ترفع شعارات مكتوبة بالإنجليزية والفرنسية موجهة إلى الخارج، وكل ما يمكن قوله هو أن الربيع العربي لن يعود ثانية، فقد تكونت أنظمة مختلفة في الشرق الأوسط الكبير في الوقت الحالي».
وأضاف «فورسوف» في حواره مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، مقدم برنامج «رأي عام»، الذي يُعرض عبر شاشة «TEN»: «هناك اختلاف كبيرة بين الربيع العربي والثورات المخملية، وعملت في أوكرانيا وجورجيا وكاراخستان، ولكنَّ هناك أمر واحد مشترك، هو وجود قوى خارجية لديها اهتمام كبير ومصالح شخصية في ثورات تلك الدول».
وقال إن الثورة تعني «تغيير الظروف الاجتماعية والسياسية في الدولة، وفي كل الدول التي تمت فيها ثورات ملونة أو مخملية لم يحدث تغيير جذري في النسيج المجتمعي».
وتابع: «لقد سيطرت أيضًا هذه الطبقة الحاكمة على الدول، والآن انظر إلى جورجيا وكاراجستان وتلك الدول، ما الجيد الذي أتت به تلك الثورات؟.. الآن هناك رقابة كبيرة على كل وسائل التواصل الاجتماعي».
وسأله مقدم البرنامج، عما أشار إليه في أكثر من مناسبة بشأن «دور الخارج»، وهل ما إذا كان هو الغرب، أو الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد، أو صندوق رجل الأعمال جورج سوروس.
وأجاب المفكر الروسي، أن الأمور مختلفة من حالة إلى أخرى، على سبيل المثال «سوروس» لعب دورًا كبيرًا في جورجيا وأوكرانيا وغيرهما، وهناك مصطلح يعنى «سوروس الذي يتدخل من الخارج»، وأمريكا لاعب أساسي في تلك الثورات، ولكن يجب أن ننظر إلى الموضوع من منطلق أوسع.
وواصل: «كيف ينظر العالم الغربي إلى تلك الدول، هم يقومون بتحليل القوى السياسية في كل دولة لكي يستطيعوا تحديد من يصل إلى كل دولة، ويتم ذلك بما يعرف بمصطلح لا أحبه؛ هو «خلف الستار»، أو في الكواليس، وهو مصطلح سيئ، ولكن النظام العالمي ينظر الآن إلى كل دولة من هذا المنطلق، ماذا يمكن أن نقوم به في الكواليس؟ ما القوى التي إذا وصلت إلى سدة الحكم سوف تحقق أهدافنا واهتماماتنا؟».
وأردف: «وفي فترة حكم ترمب كانت سياسات ما خلف الكواليس تتحكم بشكل أكبر في العديد من مناطق العالم، مثلا ترمب كان يتحدث إلى شخص آخر غير نتنياهو، هذا الشخص لديه سيطرة في المجتمع الإسرائيلي أقوى من نتينياهو نفسه، هؤلاء الأشخاص موجودون في كل دولة، قام الاقتصاد العالمي ببلورتهم ودعمهم كثيرًا؛ لأنهم مَن يحددون الاتجاهات والسياسات في معظم الدول».