صامولة ومسمار وصاج وأسلاك نحاس، وبعض «الخردة»، حولهم مصطفى أمين، 34 عاما، إلى تحف صغيرة ومجسمات يصعب على الغير تصديق أنها مصنوعة من مخلفات ورشته.. طائرات ودراجات بخارية ومجسمات لأشخاص وألعاب، حتى ماكينة لحام الحديد، صنعهم الشاب السكندري بيده في أوقات فراغ عمله، داخل ورشته لبيع المسامير، ومعدات وأدوات الحرفيين.
«أبو حمزة» استغل وقت فراغه في صناعة المجسمات
لعل دراسته للرياضيات في كلية التربية بجامعة المنيا، وعمله في الميكانيكا بليبيا لفترة، وتنقله في أكثر من عمل مختلف أكسبه المزيد من الخبرات والحرف، فيجلس «أمين» في ورشته يوميا كما المعتاد يبيع أدوات الحرفيين ويصين بعضها، إلا أنه كان يملك قدر كبير من وقت الفراغ، ما جعله يفكر في استغلاله في أعمال يفضلها، حسبما قال لـ«الوطن».
انتبه «أبو حمزة» إلى صندوق من الخردة وبواقي المعدات داخل ورشته، فقرر تجميعها والبدء في صناعة بعض المجسمات الصغيرة، مثل طائرة إف 16، ودرجات بخارية، وشخص يقود دراجة، وآخر يجلس على مقهى ويشرب الشاي، سائق على عربة خشبية يجرها حصان، فتاة ترقص الباليه، عجوز يتكيء على عكازه، محب يقدم وردة لمحبوبته، وعازف كمان.
احتياجه لماكينة لحام جعله يصنعها
لم يكتف مالك محل «أبو حمزة» بتصميم المجسمات فقط، بل لجأ إلى صناعة المعدات التي يحتاجها في عمله؛ إذ كان لديه ماكينة لحام، واضطر لبيعها بسبب بعض الديون عليه، إلا أنه كان يحتاجها كثيرا في عمله، وبعد عدة محاولات من الحرائق والفرقعة والإصابات، توصل إلى صناعة ماكينة تقوم بنفس المهام في لحام الحديد، باستخدام صندوق خشبي، مروحة، «ترانسات»، شفاط، سلك كهرباء، وزر قديم، جمعهم معا وصنع ماكينته: «غنتني عن الشراء وبتقضي الغرض».
«أمين»: الطائرة أخذت يومين لصناعتها
قيمة مصنوعات «أمين» غالية لديه، لذلك يمتنع عن بيعها، ويكتفي بوضعها أمامه في ورشته،: «رجلي اتحرقت بسبب ماكينة اللحام والحاجة دي قيمتها كبيرة عندي»، مضيفا أن أكثر المجسمات التي استغرقت منه وقتا الطائرة إف 16، بواقع يومين، لأنه يعمل في أوقات فراغه داخل الورشة، وعلى حسب شغل اليوم سواء كان مزدحما أم لا.
صناعة المجسمات تخرج الطاقة السلبية منه، وتحولها إلى إيجابية، وتنعكس على أشياء مفيدة، وتخلصه من التفكير الكثير، بحسب ما ذكره «أمين» الأب لحمزة البالغ عمره 6 سنوات، الذي انجبته زوجته بعد 6 سنوات من الزواج، وينتظرا معا مولدهما الجديد قريبًا، وخلال تلك الفترة يطور من موهبته بإدخال الألوان على مجسماته حتى يغير لونها الفضي إلى ألوان مختلفة.
تعليقات الفيسبوك