الإبداع ليس حكًرا علي أحد، فلا يمكن تصنيف البشر إلى مبدعين وغير مبدعين، وذلك لأن الإبداع يولد مع جميع البشر، ولكن هناك من يطوره وهناك من يهمل وجوده، عبدالحميد جمال عبدالحميد، 31 سنة، أحد هؤلاء الذين قرروا يبدعوا علي الرغم من إختلاف مجال الإبداع عن مجال الدراسة.
من منطقة نبروة بمحافظة الدقهلية كانت بداية الطبيب الشاب الذي تخرج من كلية الطب بعد كفاح من أجل الوصول إليها لتحقيق حلمه في أن يصبح طبيب، وبالفعل نال ما أراد وحصل علي بكالوريوس طب وجراحة.
وبعد التخرج كانت البداية الحقيقة له، حيث قرر أن يخدم التراث ويحافظ عليه من خلال المجسمات التي تحاكي الطبيعة في بعض مناطق مصر والعالم: "بدأت فى 2018 شغل الأعمال اليدوية بالصدفة، وقتها كانت زوجتي شغاله في مشروع يخص الكلية عندها وحبيت أساعدها وكنت وقتها مهتم برسم الديجيتال ومكنش في بالي موضوع المجسمات ده خالص".
لم يكن يعلم "عبدالحميد" الكثير عن فن المجسمات فقرر أن يجأ إلي اليوتيوب من أجل ثقل تلك الهواية لديه وتحويلها من مجرد شغف إلي موهبة ومهنة لها هدف يصبو إليه: "إتعلمت من اليوتيوب كل حاجه متعلقة بـ المجسمات سواء الرسم أو حتي الأعمال اليدوية".
ويشرح "عبد الحميد" بأن المجسمات تختلف علي حسب نوعها حيث أن هناك أعمال خيالية لبيوت ليست واقعية وإنما جاءت كنوع من الخيال: "يعنى فى شغل بيوت خيالية بيعجبنى تصميمها وبنفذها بإنى أعمل هيكل من الخشب الأول أو الكارتون وبعدين بضيف عليه عجينة زى الصلصال وبشكلها وبلونها بنفس اللون اللي أنا محدده من بداية الفكرة".
يقوم "عبدالحميد" الآن بتنفيذ عمل فني جديد، في محاولة منه لعمل مجسم لمشهد طبيعي أو تاريخي أو حربي، بحيث يكون مطابق تمام لما هو عليه في الواقع.
تلك الأعمال الفنية والمجسمات التي لا مثيل لها هي السبيل الأوحد لـ" الطبيب" الشاب من أجل خدمة التراث والحفاظ علي بعض التصميمات القديمة للمنازل: "بعمل الأعمال دى حاليا للمتعة الشخصية ك هواية وتجربة"، ويضيف: "أكتر حد بيشجعنى زوجتى وهى كانت سبب فى دخولى مجال الأعمال اليدوية من البداية".
تعليقات الفيسبوك