هل تصبح الفيوم مركزا لإنتاج لقاحات كورونا من البيض بعد استخدامه مؤخرا؟
هل تصبح الفيوم مركزًا لإنتاج لقاحات كورونا من البيض الخالي من مسببات الأمراض
تنفرد محافظة الفيوم، بضم أول مشروع لإنتاج البيض الخالي من المسببات المرضية بمنطقة كوم أوشيم، الذي قد يصبح مركزا لتصنيع لقاحا لعلاج فيروس «كوفيد 19 المستجد».
المشروع الذي أنشأ عام 2000، يعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، والثالث على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، كما أنّه يأتي ضمن أهم 10 مشروعات في العالم، يُنتج البيض الخالي من المسببات المرضية، الذي يدخل في صناعة الأمصال واللقاحات البيطرية والآدمية، بالإضافة إلى عزل وتصنيف الفيروسات المسببة للأمراض.
ومن المتوقع أن تُصبح الفيوم مركزا لإنتاج لقاح لعلاج فيروس «كورونا» بسبب ذلك المشروع، بعدما صرحت الدكتورة هند حمزة، استشاري الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، حول استخدام باحث مصري في بريطانيا الهندسة الوراثية العكسية، في إنتاج لقاح لفيروس كورونا من «بيض الدواجن».
واعتمدت الأبحاث، على تحميل جزء من فيروس كورونا مع «نيو كاسل»، الذي يُصيب الدواجن، وتمريره في البيض المخصب (SPF)، والذي ينتج في الفيوم، للحصول على لقاح بتكلفة منخفضة.
وفي حالة نجاح ذلك اللقاح من المقرر أن يستخدم عبر الأنف، لمواجهة الفيروس في مكان تواجده بالجهاز التنفسي، لذلك سيكون آمنًا على الأطفال والحوامل، مؤكدةً أنّ إنتاج اللقاح من البيض الخالي من المسببات المرضية سيكون بنفس الطريقة المتبعة في تصنيع اللقاحات البيطرية ولقاحات الدواجن، التي أثبتت نجاحا كبيرا، ضاربة المثل باستخدام فيروس «نيوكاسل» في علاج بعض الأنواع من مرض السرطان.
وتصدر الفيوم البيض الخالي من المسببات المرضية، إلى عدة دول أبرزها السعودية وسوريا والأردن وفنزويلا والقوات البحرية الأمريكية «المارينز»، بالإضافة إلى كونها تغطي الإنتاج المحلي؛ إذ تقدم البيض اللازم لإنتاج اللقاحات في كليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية، ومعهد البحوث للأمصال واللقاح وجميع الشركات العاملة في هذا المجال.
ويبلغ سعر البيضة الواحدة ما يعادل 12 جنيها مصريا، لذلك فإنّه يغطي تكاليفه ذاتيا، ولا يتم إنفاق أي مبالغ عليه من أي جهة، خصوصا بعد تضخم عدد إنتاجه، ففي بداية عمله كان يُنتج مليونا و800 ألف بيضة، وبعدما تم الانتهاء من المرحلة الثانية أصبح ينتج 3 ملايين بيضة، وجاري إنشاء المرحلة الثالثة ليصبح الإنتاج 9 ملايين سنويا.
ويتبع المشروع قطاع الإنتاج بوزارة الزراعية، وهو مقام على مساحة 100 فدان، 10 أفدنة للمشروع، و90 فدانا للحماية، وتضم 6 حظائر لتربية الطيور، كل حظيرة تضم ما يقرب من 3600 طائر، وتفلتر المياه والهواء والأعلاف قبل تقديمها للطيور، كما يخضع العمال بالمشروع لإجراءات وقائية صارمة، حيث يتم تعقيمهم من أصابع أقدامهم وحتى قمة رأسهم في حمام سباحة يضم مطهرات ومواد طبية وقائية، ويقيم إقامة كاملة لمدة أسبوعين، ثم يحصل على أسبوع أجازة.
تجدر الإشارة إلى أنّ الباحث المصري في انجلترا محمد رحيم، مكتشف لقاح البيض المخصب، قال إنّ نتائج البحوث الجارية أكدت قدرة اللقاح الجديد على منع العدوى، ومنع تأثير الفيروس على الرئتين، في المرحلة الأولى من التجارب في الحيوانات.
ويعمل «رحيم» باحثا في علم الفيروسات في كلية الطب وعلوم الحياة في جامعة لانكستر منذ عامين، كما أنّه كان يشغل منصب مدرسًا في قسم الفيروسات بكلية الطب البيطري في جامعة القاهرة، قبل أن يسافر إلى انجلترا في مهمة علمية.