«الآثار» تواجه حملات تشويه «تماثيل الميادين» بالحملات الميدانية والترميم
تماثيل الميادين
«للذكرى الخالدة.. أحمد بيحب منى.. انتخبوا أبن الدائرة البار»عبارات ولافتات وملصقات على حوانب تماثير الميادين المصرية في مشهد متكرر بأغلب محافظات مصر. تشويه بصري لا يعادله سوى تشويه من نوع آخر لمسئولي المحليات بمدن ومراكز المحروسة ممن يزيدوا "الطين بلة" بطلاء تلك التماثيل التي أبدعها رواد فن النحت في مصر والعالم من محمود مختار لشكري جبران لجاك مار" مبدع أسود قصر النيل لتتحول تلك القطع الفنية الفريدة لمادة للسخرية بطلاء بألوان الطيف ليصبح وجوه عباس العقاد بأسوان ومحمد عبد الوهاب بباب الشعرية وام كلثوم بمنطقة أبو الفدا بالزمالك مشرقا بلون ذهبي فاقع، لا يسر الناظرين، وتتلطخ الفلاحة المصرية أحد إبداعات الفنان فتحي محمود أمام مدينة السينما بحي العمرانية، بمنطقة الهرم بالجيزة بطلاء أبيض وخصل شعر على أحدث صيحات الموضة، بلون أزرق فيما تحول أحمد عرابي بقرية هرية رزنة بالزقازيق إلي ولي من أولياء الله بلون أخضر والخديوي إسماعيل كان الأسوأ حظًا لطلاءه بطريقة طمست معالمه.
التعديات على التماثيل، دفعت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة في 2018 لتشكيل لجنة دائمة لمراجعة جميع التماثيل في الميادين والشوارع الرئيسية فى مختلف المحافظات، مؤكدة على قرار رئيس الوزراء بالاستعانة بوزارة الثقافة بوضع الرؤية المعمارية لتطوير الميادين المختلفة بهدف البدء فى تغيير الصورة البصرية للفراغات العامة على مستوى الجمهورية.
ضمت اللجنة مجموعة متخصصين من قطاع الفنون التشكيلية والجهاز القومى للتنسيق الحضاري ونخبة من الفنانين وأساتذة الفنون وأعضاء نقابة الفنانين التشكيليين وسارعت اللجنة مع الاهتمام الإعلامي بواقعة طلاء تمثال الخديوي إسماعيل ببور سعيد بالعمل سريعا لترميمه، وإزالة الطلاء عنه وإعادته لما كان عليه خلال أسبوع واحد ألا أن عمل اللجنة توقف مع خفوت حملات مواقع التواصل الاجتماعي لتعود عبارات الذكرى الخالدة لجسد تمثال الفلاحة، ويختفي رفاعة الطهطاوي بسوهاج خلف ملصقات المرشحين لمجلس النواب وتعود الأتربة لتغطي تماثيل إبراهيم باشا بميدان العتبة وطلعت حرب ومصطفى كامل وسعد زغلول بميادينهم ولا يشفع لأسود قصر النيل أسماءها لترقص على تماثيل الأسود الطيور تاركة بصمتها بمخلفات لا تجد من يزيلها
حتى تصدت وزارة السياحة والآثار لما يحدث وقررت بدأ حملة لتنظيف التماثيل وترميمها وأزالة آثار الزمن، وأكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار أن الحملة لن تتوقف وستكون بشكل دوري كل ستة أشهر لضمان الحفاظ على ماتم ومنع التصاق المخلفات وعودتها من جديدوتابع العناني: الترميم للتماثيل والمجسمات وحتى الجداريات الأثرية منها والغير أثرية لأنها تعتبر واجهة مصر الحضارية