حملات إخوانية لاستهداف المؤسسات الدينية بعد دعمها تنظيم النسل
وزير الأوقاف بصحة مفتي الجمهورية ومستشار رئيس الجمهورية
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، حملات إخوانية ممنهجة تقودها الكتائب الإلكترونية لتنظيم الإخوان الإرهابي، ضد المؤسسات الدينية في مصر، تأتي على رأسها دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، بعد حملاتهما لمواجهة الزيادة السكانية وتنظيم النسل باعتبار تلك القضية من الأولويات في تلك الفترة حيث دعا الرئيس السيسي للتصدي لتلك الظاهرة.
البداية جاءت بحملات ممنهجة ضد دار الإفتاء بعد إطلاق، هاشتاج «تنظيم_النسل_جائز»، حيث أكدت الدار عبر صفحتها الرسمية، أن القائم بتنظيم النسل أو مؤيده ليس متدخلا في قدر الله أو معترضا عليه، لأنه من باب الأخذ بالأسباب.
دار الإفتاء المصرية
أوضحت الدار أن قدر الله غيب غير معروف، لكن تجربة الإنسان ترشده إلى أن فعل أمر يترتب عليه حدوث أمر آخر ما تحقق فعلا؛ فذلك أمره متروك إلى الله وحده الذي يرتب المسببات على أسبابها العادية، ويدل لهذا قول رسول الله صلوات الله عليه، في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، في شأن العزل: «ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء» متفق عليه.
حيث نشرت كتائب الإخوان الإلكترونية فتاوى سلفية وإخوانية بتحريم تنظيم النسل واعتباره مخالفة لشريعة الإسلامية.
وزارة الأوقاف
الواقعة الثانية تأتي بعد إطلاق وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة، أمس، لمواجهة أزمة الزيادة السكانية وتنظيم النسل، حيث أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في خطبة الجمعة، أن قضية تنظيم النسل من المتغيرات وليست من الثوابت، وتدخل في عمق تجديد الخطاب الديني، فحكم تنظيم النسل في واقعنا المصري الراهن ضرورة شرعية، والحكم فيه يتجاوز القول بالحِل إلى درجة الضرورة الواجبة.
وأوضح الوزير أن الأمر في تنظيم الإنجاب لا يقاس بقدرات الأفراد وحدهم منفصلة عن قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومسكن ومرافق ونحو ذلك، والولد حجة لك أو عليك، ومن قصَّر في حق ولده فهو آثم شرعًا، وإذا كانت القدرة على الإنفاق شرطًا للزواج فهي من باب أولى شرط للإنجاب.
وأضاف: «يجب أن يُعطى الطفل حقه في الرعاية كاملًا غير منقوص، وولد واحد صالح خير من كثرة كغثاء السيل، والأنبياء عندما طلبوا الولد إنما طلبوا الولد الصالح لا مطلق الولد، والولد الفاسد عبء كبير على والديه في أمر دينهما ودنياهما، والوفاء بحق الطفل في الرضاعة الطبيعية مطلب شرعي».
حيث قامت وسائل الإعلام الإخوانية بتحريف تصريحات الوزير، مدعية أنه يدعو كل من لديه مرض بخصوص الحمل ألا يقوم بعلاجه، وهو ما لم يقوله وزير الأوقاف بحسب ما أكدته وزارة الأوقاف لـ«الوطن».
«هندي»: كتائب إخوانية إلكترونية تقود الهجوم على الإفتاء والأوقاف
من جانبه قال عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية لـ«الوطن»، إن هناك حملة ممنهجة تقودها كتائب الإخوان الإلكترونية ضد المؤسسات الدينية، على رأسها دار الإفتاء ووزارة الأوقاف، بسبب موقفها الداعم لرؤية الدولة المصرية بشأن تنظيم النسل.
أوضح «هندي» أن المتابع للسوشيال ميديا يرصد تلك الحملة الممنهجة من خلال فتاوى غير منضبطة والاستعانة برؤي فقهية لا تناسب العصر، والهجوم على شخص وزير الأوقاف ومفتي الديار المصرية.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن تلك الحملة تجدها المؤسسات الدينية في كل تحرك تقوم بها لدعم رؤية الدولة المصرية لتحقيق التنمية.
«الإفتاء» للمغرضين: مخالفة ولي الأمر ليست من معايير العلم الشرعي
في سياق متصل رد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، عن دعاوى المغرضين، التي تنال من مؤسسات الدولة، منها الدار، حيث أكد في بيان له أن المؤسسات الوطنية تسير وفق خططها التي وضعتها ولا تلتفت لمن يشكك أو يحبط؛ فالشعب المصري وعى الدرس وعرف أن العمل الجاد وتحقيق التنمية هي الهدف المنشود.
وأضاف «علام»، في تصريحات له، أمس، أن تصرفات المرء تجاه وطنه وأمته إنما تقاس بمقدار ما عنده من قيم راسخة وأخلاق متجذرة، أثمر عنها الإيمان والعمل الصالح، فإذا وجدنا خللًا في الربط بين هذين الأمرين- خاصة في وقت الأزمات- بأن ادعى أحد أنه إنما يرتسم طريق القيم والأخلاق انطلاقًا من إيمانه، ثم رأيناه يكيد لأمته ووطنه، أدركنا بداهة مدى التناقضِ بين تصرفه وما يقوله ويدعيه.
واستنكر المفتي الاتهامات التي يوجِّهها المغرضون من أعداء الدولة المصرية والهاربون في الخارج إلى المؤسسات الدينية في مصر، من بينها دار الإفتاء، متسائلًا في تعجب: «هل في مفرداتنا أن العداء للدولة هو من صفات العلماء؟!».
وأوضح «علام» أنه ليس من معايير العلم الشرعي أن يخالَف ولي الأمر ولا القوانين ما دامت لا تتعارض مع صحيح الدين، بل أن الشرع يلزمه بالتعاون مع ولي الأمر واحترام القوانين طالما لا يوجد تعارض مع الضوابط الشرعية.
وأردف قائلًا: إن فقه الإنجاز يتطلب وضع الخطط المدروسة ثم مراجعة ما تم من أعمال ومشروعات؛ فها نحن في دار الإفتاء، حريصين كل الحرص في ختام كل عام على أن نقدم كشف حساب لما حققناه من أعمال وإنجازات، وهذا المسلك أخذناه من الشرع الشريف، حتى الخطط يجب أن تكون مدروسة وهذا أمر مترسخ في سياسات الدول المتقدمة، بل موجود في العمارة الإسلامية التي بناها المسلمون في عصور الازدهار.