«أحمد» فقد شغله بسبب ضعف السمع: «زرعت قوقعة.. شغلوني علشان أعيش»
الشاب: «أبويا باع هدومه علشان يعالجني ورفضوني في شغل 4 مرات رغم خبرتي»
الشاب أحمد جابر الذي تعرض للتنمر
أكثر من 20 عاماً مع المعاناة، عاشها الشاب أحمد جابر، البالغ من العمر 29 عاماً، بسبب ضعف السمع مر خلالها بتنمر حتى ترك دراسته بسبب تنمر المدرسين والطلاب عليه، ثم بدأ العمل في شرم الشيخ لسنوات طويلة قبل أن تسوء حالته ويفقد عمله أيضاً، ليعود مرة آخرى الأمل إليه بعد «زرع القوقعة»، لكنه بدون عمل ولا يجد من يسدد ديونه.
«والدي اكتشف ضعف السمع حينما كنت طفل وبدأت معاناة أهلي مع الأطباء، لمدة 11 عاماً، ولكن دون جدوى، قمت بتركيب سماعات كي أستطيع مواصلة حياتي، لكن أساتذتي ووزملائي صدموني وقالولي يا أطرش»، بهذه الكلمات لخص الشاب معاناته مع فقدان السمع لـ«الوطن»: «التنمر بدأ عليا بدري لكن في موقف وأنا في سن الـ15 مش قادر انساه لحد النهارة، وهو إن استاذ قال لي عامل نفسك مبتسمعش ومش علينا الكلام ده، واستاذ تاني قال جي ليه تقرفنا ما تقعد في بيتكم وفاكر مره أستاذ رجعني في الصف الأخير وقال ما أنت كدا كدا مش هتستفاد يا أطرش».
أحمد« المدرسين كانوا بيقولولي يا أطرش»
أحاسيس صعبة عاشها الشاب، منذ طفولته وحتى الآن، جعلته يترك دراسته بسبب التنمر، ليقرر والده تشغيله في ورشة، ثم يتركها ليتجه إلى مدينة شرم الشيخ: «عايروني وكسروني لحد ما رسبت في 5 إبتدائي وتالتة إعدادي وبعدها قررت ترك الدراسة وأبويا شغلني في ورشة لكن متحملتش التنمر فرحت اشتغلت في مزارع دواجن ومحلات لحد ما استقر بيا الحال في مدينة شرم الشيخ، في عمر 17 سنة، واشتغلت ماسح حمام سباحة، وبرضو كنت بتعرض للتنمر، لكن كنت بواجهه بالشغل والاجتهاد، لأن خلاص أنا فشلت في كل حاجة، فلازم انجح في الشغل، لحد ما اشتغلت مع دكتور روسي ، هو اللي حسسني بقيمتي واشتغلت معاه سنتين».
لم يكن للشاب البسيط داعماً في الحياة سوى شقيقه الأكبر، الذي يُعتبر بالنسبة له صمام الأمان: «مكنش حد بيدعمني إلا اخويا الكبير كان دايماً في ظهري بيساعدني في كل الجوانب وبيرد علي التليفونات وبيحرك ليا الشغل في موضوع حمامات السباحة والدلافيين علشان أنا مش بسمع ومش بعرف اتكلم في التليفون وديماً يحسسني إني إنسان طبيعي وإن السمع مش إعاقه، وربنا وقفلي راجل طيب اشتري ليا سماعه كان تمنها 3000 جنيه من سنين، علشان أكون شاطر وبدأت أطور من نفسي في الجيم وأذاكر إنجليزي واتعلمت علشان أقدر اتعامل مع الدكتور الروسي، ولما سافر أنا استلمت مكانه الشغل لحد 2020 والإدارة نقلتني فرع الغردقة وبقيت مشرف على الفرعين، وسافرت بيروت 9 شهور بعد ما اتعملت الغطس واشتغلت في شركات عالمية».
ظن الشاب أن الحياه ابتسمت له، لكنه عاد من جديد لخيبة أمل: «في 2020 كان خلاص السمع قرب ينتهي، كان العصب في الشمال مات واليمين مبقتش عارف اسمع وكشفت والأطباء قالوا مفيش حل غير زرع قوقعة، زرعتها فعلاً وقعدت 6 أشهر متابعات ما بين التطعيم والبرامج ورجعت الشغل لكن لقيت ناس اشتغلت مكاني، عملت إنترفيوهات اترفضت 4 مرات بسبب الجهاز اللي مركبه في أذني، ومش عارف أسدد ديوني ولا أعمل صيانة للجهاز، عاوز اشتغل علشان أقدر أعيش».