«بفنوتيوس»: الإصلاحى الثائر
اسمه الحقيقى ناجى شكرى مرقص باخوم، من مواليد القاهرة فى 12 نوفمبر 1948، نال درجة البكالوريوس من كلية الطب والجراحة، وفى يناير 1972 ترك العالم وقصد دير العذراء السريان، وفى مارس من العام نفسه ترهبن باسم الراهب أنطونيوس السريانى، وبعد 3 سنوات أصبح قساً، ثم قمصاً بيد قداسة البابا الراحل شنودة الثالث فى 4 يونيو 1976م، وفى عيد حلول الروح القدس بعدها بـ9 أيام، تمت سيامته أسقفاً، وصار أول أسقف لكرسى سمالوط الجديد.
عمل على النهضة بخدمة الكنائس من ناحية زيادة الاجتماعات الروحية، كما أخذ موضوع تنظيم الكنائس من النواحى الروحية والمالية اهتماما كبيرا منه، ومن أهم مؤلفاته: «حتمية النهوض بالعمل الكنسى، ومقومات الأسقف وركائزه، وهل الأسقف رئيس أعمال الكهنوت أم رئيس سر الكهنوت، وحرية، والتزام كنسى، وكتاب الكتابة مسيحيا فى نقاوة ووقار».
هو الرجل الإصلاحى فى الكنيسة بامتياز، ويحمل الكثير من الأفكار الإصلاحية والتطوير الكنسى، ولم يدخل فى مواجهات طوال تاريخه سوى مع الأنبا بيشوى، الذى يمثل التيار المضاد له، وترشح لمنصب البابا رغم رفضه أسلوب اختيار بابا الكرسى المرقسى بالطريقة التى تجرى حاليا، إلا أنه ترشح نكاية فى الأنبا بيشوى الذى طالبه أكثر من مرة خلال اجتماعات المجمع المقدس بالتنازل عن سكرتارية المجمع التى يتولاها منذ أكثر من 27 عاما، ورفضه لترشحه لمنصب البابا.
ويواجه بفنوتيوس معارضة وطعونا على ترشحه، تستند إلى كتابه الصادر عام 1997 بعنوان «حتمية النهوض بالعمل الكنسى»، الذى خضع للتحقيق بسببه، ونصح البابا الراحل شنودة الكهنة آنذاك بعدم تداوله لهجومه فيه على لائحة 1957 التى تنظم طريقة اختيار البابا، واصفا إياها بعدم الصلاحية، وانتقد عملية «القرعة الهيكلية» التى تنص عليها المادة 16 من لائحة انتخاب البطريرك، وقال عنها بفنوتيوس فى كتابه: إن اسم «القرعة الهيكلية» مُختلَق ولا أساس له لاهوتياً ولا يوجد نص قانونى كنسى يُبرر إجراء مثل هذه القرعة.
من أشهر مواقفه الإصلاحية التى كاد عن طريقها يحاكَم كنسيا هو إصداره كتاب «حتمية النهوض بالعمل الكنسى» الذى صادره البابا الراحل بسبب انتقاد مؤلفه للعديد من الممارسات الكنسية، وعلى رأسها نظام محاكمة القساوسة وطريقة اختيار أعضاء المجلس الملى الذى يدير الكنيسة إداريا وماليا، وكذلك تضمنه مشروعات قوانين تتعلق باختيار البابا وأعضاء المجلس الملى والمجمع المقدس، ومن بينها جعل منصب سكرتير المجمع المقدس 3 سنوات فقط، واشتماله على قواعد جديدة لمحاكمة القساوسة وأهمها: تعدد درجات التقاضى، واستحداث عقوبات جديدة، إلى جانب عقوبة الشلح التى تزايدت وتيرتها فى الفترة الماضية بشكل أثار اعتراضات واسعة داخل الكنيسة.
كما تسبب كتاب «هل الأسقف رئيس أعمال الكهنوت أم رئيس سر الكهنوت؟» فى إثارة جدل واسع وزيادة الصراع الخفى بينه وبين الأنبا بيشوى، الأمر الذى أحدث خلافاً لاهوتياً بينهما بشأن ما إذا كان البابا الراحل رئيساً للكهنوت أم للكهنة.
ويتهم التيار المحافظ بالكنيسة الأنبا بفنوتيوس باتباع الفكر البروتستانتى الذى لا يرى كاهنا إلا المسيح، وهو ما يخالف المذهب الأرثوذكسى، لكن على الرغم من الهجوم عليه، فإن بفنوتيوس يجد قبولا لدى عدد غير قليل من الأقباط نظرا لمواقفه الداعية للإصلاح الكنسى وإصداره الكثير من الكتب فى هذا المجال، ويراه كثير منهم رجلا قويا، ونال إعجاب الكثير من الأساقفة نتيجه ذلك، حتى إنه كان الأسقف الوحيد الذى رفض الجلسات العرفية فى الأحداث الطائفية التى وقعت فى أبرشيته بالمنيا قبل سنوات، كما نجح فى بناء أكبر مستشفى بالمنيا «الراعى الصالح» لخدمة أبناء المحافظة، أما بالنسبة لدوائر تأييده فإن الأنبا بفنوتيوس يلقى تزكية واسعة من أساقفة الصعيد والمهجر، مثل أساقفة المنيا وأسيوط وقنا وأمريكا.
أخبار متعلقة:
«المبشرون» بالكرسى البابوى
«بيشوى»:الرجل الحديدى
«يؤانس»: أسقف التسبحة
«رافائيل»: الأسقف الزاهد
«بطرس»: «إعلامى» الكنيسة
«كيرلس»: الأسقف المحبوب
«تواضروس» الباحث عن الدعم
«أنسطاسى الصموائيلى» خادم أصحاب الحاجات
«رافائيل أفا مينا» تلميذ البابا كيرلس
«القمص بيشوى» الراهب «البركة»
القمص بيجول سفير المحبة
ماكسيموس الأنطونى: الفنان عاشق الآثار
سارافيم السريانى: الباحث الطبى
القمص شنودة: خريج العلوم اللاهوتية
القمص باخوميوس: خادم الزراعة والقربان
القمص ساويرس: يواجه شبح الاستبعاد
دانيال السريانى: المرشد الروحى