بملابس مهندمة، وشعر مهذب، وملامح تدل علي الرقي، وقف عبدالمجيد أنور، 71 عامًا، من منطقة شبرا، ينظم عدد من الأحذية، حتى يجذب إليها الأنظار، بهدف الترويج لتجارته، في محاولة للبيع كي يضمن الحصول على اليومية.
لا يمتلك «أنور» تلك «الفرشة» التي يقف عليها، لكنه يعمل لدى أحد التجار كعامل مقابل الحصول على 40 جنيهًا، كأجر يومي: «مبيعملوش حاجة، لكن مينفعش أقعد».
مشكلات صحية أحالته للتقاعد
رفض السبعيني، الجلوس في المنزل بعدما تم إحالته للتقاعد على الرغم من أنه لم يكمل السن القانونية للتقاعد، وذلك عندما تعرض لبعض المشكلات الصحية، حيث تخلى عنه صاحب الشركة التي كان يعمل بها «أنور»، حينها لم يكن يكمل الرجل عامه الـ49 بعد: «طلعوني معاش مبكر، لأني كنت تعبت شوية، لكن مكنش ينفع أقعد في البيت من غير شغل، لأني اتعودت علي الشغل، وكمان عايز أربي عيالي الخمسة».
بعدما ترك العمل بالشركة التي كان يعمل بها، أصبح الشارع هو الأمان بالنسبة له، وذلك لأنه وجد فيه الاستقرار: «محدش هنا هيقولي إنت كبرت وعجزت، كفاية شغل عليك، هنا هفضل شغال لحد ما أموت، من غير ما أحس إني عاله على حد».
دائمًا كان يشعر «أنور» بنظرات شفقة تحولت فيما بعد إلى نظرات ضيق من كثرة مكوثه في البيت عقب إحالته للتقاعد: «مكنش حد مستحمل قعدتي في البيت بعد ما طلعت معاش مبكر، علشان كده كان لازم أنزل أشتغل أي حاجة».
بائع أحذية في سوق العتبة
في سبيل الحصول على قوت يومه، عمل العجوز في سوق العتبة مع عدد كبير من التجار، حتى استقر به الأمر على «فرشة» أحذية: «لفيت كتير أوي وتعبت من كتر اللف، كنت كل يوم بشتغل في مكان باليومية، أنضف وامسح وأكنس، بعد ما كنت شغال على مكتب في شركة، حاولت أعمل معاش علشان أبقى ضامن مبلغ ثابت كل شهر، واترحم من الشارع، قالولي ملكش معاش».
رغم تلك الظروف القاسية، إلا أنه تمكن من تربية أبنائه الخمسة، والوصول بـ3 منهم إلى بر الأمان، بعدما حصلوا على مؤهلات جامعية: «عندي 5 عيال، 3 مخلصين كليات وعندي لسه اتنين في الكلية، ومصدر دخلي الوحيد هي أجرة الفرشة دي».
يرفض«السبعيني» الجلوس في المنزل؛ لأنه اعتاد على العمل، ويعلم جيدا أن العمل كتب عليه حتى يصل به العمر إلى النهاية: «إحنا مش عاله على حد».
تعليقات الفيسبوك