«أبو شقرة».. لُقب بـ«الشبح».. واستشهاده كان شرارة ثورة 30 يونيو
والدة الشهيد لـ«الوطن»: رفض الزواج حتى لا يترك أرملة وأطفال أيتام
"أبو شقرة" ابن الفيوم لُقب بـ"الشبح" واستشهاده كان شرارة ثورة 30 يونيو
كُلف بمرافقة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري خلال زيارته لمصر، وتم تصنيفه ضمن أفضل 10 ضباط في وزارة الداخلية وحصد أعلى الأوسمة.
ثمانية أعوام مرت على استشهاده، إلا أنّه لا يزال حيًا في قلوب الكثيرين خاصة في محافظة الفيوم، حيث لُقب بـ «الشبح» وكان مُصنفًا ضمن أفضل 10 ضباط في وزارة الداخلية.
النقيب محمد سيد عبدالعزيز أبو شقرة، ضابط مكافحة الإرهاب بقطاع الأمن الوطني، قصة من البطولة لا تنتهي ولا تنسى، خصوصًا أنّ وفاته كانت الشرارة الأولى لرفض حكم الإخوان وقيام ثورة 30 يوليو لإسقاطهم.
وقالت سعاد علي يوسف، والدة الشهيد محمد أبو شقره، إنّها لم تنساه لحظة، وأنّه دائمًا حاضر في قلبها وعقلها ودعائها، قائلةً إنّ يوم استشهادة كان يومًا مشؤومًا وهو 9 يونيو 2013، كاشفةً أنّه حتى الآن يزور أصدقائه قبره باستمرار ويضعون الورود عليه.
وأوضحت أم الشهيد في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أنّ «الشبح» وُلد 8 مارس 1983، وأنّه الابن الوحيد لها ولوالده اللواء شرطة سيد عبدالعزيز أبو شقره، مؤكدة أنّه كان ضمن الأوائل في الثانوية العامة، ولكنه رفض الالتحاق بكلية الهندسة والتحق بكلية الشرطة لإنقاذ الأبرياء من المجرمين مثلما قال لوالده، وتخرج عام 2003.
ولفتت إلى أنّه كان شديد الطيبة مُحبًا لعمل الخير، حيث إنّه كان دائم الزيارة لدور الأيتام والمسنين، كما أنّه كفل طفلًا يتيماً في منزله يدعى «عبدالله»، وكان يعده بإلحاقه بكلية الشرطة مثله، لافتةً إلى أنّه في مثل ذلك الوقت من كل عام كان يبدأ في تحضر «شنط رمضان» لتوزيعها على المحتاجين قبل قدوم الشهر الكريم.
وعن يوم استشهاده، قالت «أم محمد» كما تُحب أن يُناديها الجميع، إنها كانت دائمة الاطمئنان على ابنها نظرًا لوجوده في العريش ولخوفها الشديد عليه، مؤكدةً أنّها تلقت منها 3 اتصالات هاتفية في يوم استشهاده، وكأنّه كان يودعها، وكان يمزح معها في كل مكالمة وطلب منها في نهاية آخر مكالمة الدعاء له، وفي نهاية اليوم رن جرس المنزل، وعندما فتحت الباب فوجئت بشخص غريب يسألها هل هذا منزل الشهيد محمد أبو شقرة، موضحاً أنّه صحفي، فسقطت مغشيًا عليها، وعندما فتحت عينيها مرة أخرى وجدت ابنتيها برفقتها، والصحفي يجلس ويريد منهم معلومات عن الشهيد، ولم تكن تصدق استشهاده حتى تم إبلاغهم بشكل رسمي.
وأكدت أنّها رأته في حُلم بعد استشهاده يعاتبها على بكائها ويطلب منها مسح دموعها وغسل وجهها، مؤكدةً أنّه كان دائم الرفض للزواج ووافق بصعوبة بالغة وهو في الثلاثين من عمره، حيث كان دائماً يقول لهم «لا أريد أن أترك زوجة أرملة أو ابنًا يتيمًا، لذلك فسخ خطبته قبل الفرح وقبل استشهاده بشهر قائلاً يا ماما أنا مستريح كدة».
وكشفت أنّهم حين أبلغوها باستشهاد ابنها، أخبروها أنّه مات رجلًا وأخذ ثأره بنفسه قبل وفاته، حيث قتل اثنين من الإرهابيين قبل استشهاده.