السعادة
قال الدكتور رأفت يوسف شحاته، أستاذ الإدارة والتنمية البشرية، إن فاقدي السعادة يبحثون دائمًا عن اللذة، إذ أن الأخيرة هي إحساس جسدي وشهواني، بينما السعادة عملية عقلية، وبالتالي أحيانا الشخص الفاقد العملية العقلية التي تجعله يشعر بالرضا يبحث عن الغرائز، وهذا تفكير ضيق لأن الغرائز تؤدي للإرضاء الوقتي، وليس على المدى البعيد.
وأضاف شحاته، خلال لقاء ببرنامج «8 الصبح»، المذاع عبر فضائية «DMC»، وتقدمه الإعلامية هبة ماهر، أن السعادة المقصود بها كيفية التكيف مع كل الظروف الموضوعة بها، سواء جسمانية أو أسرية أو مالية، مقتبسا جملة لسقراط قال فيها: «السعادة ليست هي السعي من أجل الحصول على الأكثر ولكن التكيف مع ما هو متاح»، مردفا: «لو ربنا مداليش فلوس لازم أتكيف مع الفلوس اللي معايا بدا ما أبص على الناس اللي معاها فلوس وأشعر بالندم».
ولفت إلى أن الوراثة والجينات لها دور في السعادة، مستشهدا بحديث دانيل جولمان، الذي يعتبر الأب الروحي للذكاء الوجداني أو العاطفي، في كتابه قال إن هناك 3 أسباب أساسيين لتحقيق السعادة 50% منهم عبارة عن جينات وطريقة تربية، و40% علاقات إنسانية واجتماعية و10% مال.
وأوضح أن السعادة تنبع من العقل، وفيما يفكر فيه الشخص، فيمكن أن يكون الفرد معه أموال كثيرة لكن دائما ما ينظر لشخص آخر معه فلوس أكثر منه، ما يؤدي ذلك لعدم شعوره بالسعادة، مشيرًا للمثل الصيني الشهير: «إذا نظرت لمن هو أفضل منك أصابك اليأس، وإذا نظرت لمن هو أقل منك أصابك الغرور فأنظر إلى ذاتك».
وتابع: «قيمة السعادة أن الواحد يرضى باللي ربنا إدهولك وينظر للأشياء الإيجابية اللي عنده، لكن مشكلتنا الأساسية في البحث دائما عن المفقود، ودي نقاط الضعف الكثيرة في الطبيعة البشرية، ومن يتغلب على ذلك يلزمه مهارة عنيفة».
وواصل: «فيه نقطتين قالهم فرويد لو قدرنا نسيطر عليهم هنعيش سعداء، فقال إن كل تصرفات الإنسان نابعة من دافعين الجنس والرغبة في أن يكون عظيما، لو قدرت أسيطر على الغريزتين العنيفتين دول هقدر أعيش سعيد».
تعليقات الفيسبوك