يسري عبد الرحمن
ابتسامة تحمل في داخلها رضا وقناعة الدنيا ارتسمت على وجهه، وهو يحمل في يده أداة بسيطة تساعده في عمله، ويرتدي بلوفر وبنطلون بسيط.. صورة بسيطة لأب مكافح خطفت أنظار الجميع؛ إذ أن صورة الأب يسري عبدالرحمن إبراهيم، وهو يعمل في مهنة مبلط سيراميك، كانت حديث كل من رأوها.
الصورة البسيطة التي جعلت كل من يشاهدها يفتخر تقديرا واحتراما بذلك الأب المكافح، لاحظ رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنها موجودة على حساب شخص يدعى «عبدالرحمن» معلقا عليها «بابا في الشغل»، ونفس الصورة تداولها رواد موقع تويتر من خلال صفحة فتاة ادعت أن عم «يسري» هو والدها، وأصبح هناك تفاعلا كبيرا وفضول لمعرفة «هو أبو مين بالظبط؟».
يحكي يسري عبدالرحمن، البالغ من العمر 60 عاما، أنه يعمل مبلط سيراميك منذ نحو 40 عاما، ولا يعرف وظيفة غيرها، فمنذ كان طفلا صغيرا اعتاد على حب المهنة الشاقة وتعلمها، حتى أصبحت حرفته المفضلة التي برع بها: «حبيت مهنة مبلط السيراميك من زمان وأنا صغير واحترفتها، واتعرض عليا وظائف كتير جدا وسافرت ليبيا والسعةدية علشان نفس المهنة في حوالي فترة التسعينات والألفينيات كمان».
«الشغلانة بتاعتي أنا بفتخر بيها خلتني أربي أولادي وأكلهم لقمة حلال وأعلمهم».. بتلك الكلمات السابقة عبر «عم يسري» عن سعادته بمهنته، وأن ابنه «عبدالرحمن» الحاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية، يساعده في بعض الأوقات في عمله بالمناطق المختلفة، إلى جانب مهنته كمصور، وفقا لحديث الأب لـ«الوطن».
وينشر دائما الابن «عبد الرحمن» صورة والده في أثناء عمله معبرا عن فخره وسعادته به، وعن كواليس الصورة الشهيرة، أوضح «يسري» أن ابنه التقط له هذه الصورة في أثناء تواجده في عمل بأحد الشقق قرب بيته بمنطقة الزيتون منذ نحو يومين أو ثلاثة: «شغلنا في أي مكان بيبتدي من الساعة 10 وبينتهي الساعة 5 المغرب علشان منزعجش حد في البيت بسب الخبط بتاعنا».
ويروي الأب المكافح أنه بسبب كورونا لم يعد سوق العمل مثل السابق ويخاف على المهنة الحرفية من الانقراض، معبرا عن سعادته بانتشار صوره عبر مواقع التواصل.
تعليقات الفيسبوك