غلق محطة التحرير.. الفارق بين ردع الفوضى والتطوير الحضاري العالمي
أمني: نقل المومياوات يمحو أحداث الإغلاق القديمة التي شهدتها المحطة
محطة مترو السادات «التحرير»
ضجيجٌ عالٍ وزحام شديد، باعة جائلون يزاحمون الركاب، صوت «سارينة» القطار يدوي، بشر متزاحمون ومتراصون على طول الرصيف، هكذا كان الحال عادة داخل محطة مترو «أنور السادات» أو «التحرير» وفقًا للتسمية الشعبية، التي شهدت أحداثا عديدة بعضها غلب عليه العنف والخسائر، وآخر دلل على حضارة مصر وعظمتها، ثورتان أغلقت المحطة عقب أحداثهما، ومومياوات ملكية أغلقت أيضًا بسبب نقلها، ولكن شتان الفارق بين السببين.
على مدار نحو 3 أعوام وتحديدًا منذ عام 2011 وحتى 2013، شهدت محطة «التحرير» إغلاقا أكثر من مرة، في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بسبب أحداث التظاهر داخل ميدان التحرير، حماية للمتظاهرين وردعًا لفوضى كل من سولت له نفسه بأن يضر مصر، وحماية للمرفق الكبير العام الذي يربط أكثر من منطقة ببعضها، حيث تعد «التحرير» أهم محطات المترو على الإطلاق.
اليوم، وعقب عدة سنوات على الإغلاق الأخير لها، عاد السكون ليخيم على الأجواء، والسكينة تسود المكان، وصوت الصمت يهيمن على الرقعة الكبيرة بالمحطة، بعد أن أغلقت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق المحطة، من الساعة 12 ظهرا وحتى التاسعة مساءً، بالتزامن مع حدث نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى متحف الحضارة في الفسطاط.
أمني: غلق المحطة إجراء أمني.. يعود لـ«السلطة التقديرية»
الإغلاق المؤقت الاحترازي إجراء أمني في العموم وأحد أنواع الضمانات الأمنية للمواطنين وللعامة وللمرفق نفسه، وفقًا لما قاله اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمني، لافتًا إلى أن مترو الأنفاق وخاصة محطة التحرير، وإن كان ارتبط بذهن العامة، بأنه يغلق من أجل منع أحداث الشغب، فقد عاد اليوم ليمحي تلك التصور القديم ويزيل تلك الذكريات السيئة، ويغلق لأول مرة من أجل الحفاظ على الشكل الحضاري العالمي.
وأضاف «عبدالحميد» لـ«الوطن»، أن ما يحدث من إغلاق إجراء أمني بحت لا يحق لأحد المناقشة الأمنية حول أسبابه، ولكنه يتم طبقا لظروف الملائمة الأمنية الواقعية القانونية غير العقابية، لأن المترو يعمل دون تعطيل المواطنين ومن حق أي فرد الركوب من محطاته المختلفة دون «التحرير».
كما أكد الخبير الأمني أن الأمر يعود لـ«السلطة التقديرية» التي يكفلها الدستور والقانون، حيث أسند الدستور مسؤولية الاستقرار الأمنية والحفاظ على المرافق العامة والأرواح للأجهزة الأمنية المعنية، وطبقا لطبيعة المأمورية الأمنية والحدث يستوجب الإغلاق، ولكن تلك المرة بمنتهى السعادة لأنه حفاظا على سلامة الموكب الذي يمر من التحرير.