مصري من بلاد بره.. مذيعة التليفزيون الياباني: بعض اليابانيين اقتنعوا بفلسفة الصيام
ريم: كورونا كان سببا في منع الطقوس السنوية المعتادة
المذيعة المصرية في التليفزيون الياباني ريم أحمد
«ينتابني شعور ممزوج بالفخر بكوني أنتمي للعالم الإسلامي بما يحويه من تعددية عرقية، مع الاندهاش من اتساع رقعة العالم الإسلامي من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى مغاربها، وأحمد الله أن وهبني نعمة الإسلام بدون مجهود مني»، بهذه الكلمات عبرت ريم أحمد، أستاذ اللغة العربية في القناة الوطنية بالتليفزيون الياباني، ومقدمة المعالم الثقافية المصرية، عن فخرها للانتماء للعالم الإسلامى.
وقالت أحمد فى حوارها لـ«الوطن»: إن شهر رمضان يمثل الكثير من ذكريات الطفولة ورمضان في القلب، أينما ذهبنا يمكننا أن نستشعر جمال الشهر من خلال قراءة الذكر الحكيم والسعي للتقرب لملك الملوك.. وإلي نص الحوار:
ما هي طقوس رمضان في اليابان؟
استمتع برمضان وروحانياته كثيرا كل عام في اليابان وأشعر بمفهوم «الأمة» حينما أرى مختلف الجنسيات يتجمعون في حفلات الإفطار أو يؤدون صلاة التراويح في مختلف المساجد سويا، مع سماع مختلف اللغات في مكان واحد، ومع رؤية مختلف الوجوه، ينتابني شعور ممزوج بالفخر بكوني أنتمي للعالم الإسلامي بما يحويه من تعددية عرقية، مع الاندهاش من اتساع رقعة العالم الإسلامي من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى مغاربها، وأحمد الله أن وهبني نعمة الإسلام بدون مجهود مني.
ما هى أجواء رمضان 2020 في ظل تفشى «كورونا»؟
كل عام قضيت رمضان فيه باليابان، كنت كثيرا ما أخرج للإفطار مع المسلمين في تجمعات وحفلات ثم نختمها بصلوات الجماعة، فيما عدا العام الماضى 2020، حيث أن فيروس «كورونا» بكل أسف كان سببا في منع الطقوس السنوية المعتادة، إلا أنه حتى مع ذلك ورغم المكوث معظم رمضان في المنزل، استشعرت الشهر الفضيل أيضا واستمتعت به كثيرا، ومن ثمّ كانت الخلاصة أن «رمضان في القلب»، أينما ذهبنا يمكننا أن نستشعر جمال الشهر من خلال قراءة الذكر الحكيم والسعي للتقرب لملك الملوك.
ماهى ذكرياتك عن «رمضان الطفولة» في مصر؟
أحنّ كثيرا لرمضان الذي قضيته أثناء طفولتي المبكرة حتى المرحلة الابتدائية، لكن مع نضجي فكريا شيئا فشيئا، خاصة في مرحلة الجامعة كنت أحاول ألا أضيع الوقت الذي لا يقدر بمال من هذا الشهر وكنت أسعى أن لا أشاهد التلفاز كثيرا، ثم سافرت بعدها وسعدت لكوني في اليابان أثناء رمضانات متتالية حتى أنعزل عن الإغراءات التليفزيونية التي تلتهم الوقت الثمين من ذلك الشهر العظيم.
هل تواجهك «متاعب الصيام» خارج مصر؟
إطلاقًا! ربما أول ثلاثة أيام يكون الجسد في حالة تعب بسيط أو قلة تركيز لكن بعدها يأخذ الجسم على النظام الجديد، وأجد في الصيام أفضل فرصة لراحة المعدة من العمل المتواصل طوال العام، وفي الغالب أصبح أكثر رشاقة مع انتهاء الشهر الكريم، وأتخذ من رمضان فرصة لتعريف اليابانيين عن فوائد الصيام، فحتى الآن بعضهم يتعجب كثيرا ويظنون أننا «نجوع أنفسنا»، لكني أشرح لهم نظرية الالتهام الذاتي «Autophagy» التي تحدث مع الصيام.
والتى قد تؤدي إلى إمكانية الحد من الإصابة ببعض الأمراض، كما أقدم لهم أمثلة على أهمية الصيام ويقومون بعمل نظم تخسيس من خلاله، بالإضافة للأهداف الهامة للصيام مثل تقوية الإرادة، والشعور بمن يتضورون جوعا، وبالطبع الجانب الصحي الذي يسترعي انتباه اليابانيين.
وهل اقتنع بعض اليابانيين بفكرة الصيام؟
وجدت بعض اليابانيين حولي يقتنعون بفلسفة الصيام حتى أن السيدة التي كانت تجرى لى كورس مساج أصبحت تصوم معي منذ عامين ووعدتني أن تكمل هذا العام أيضا! وفنان ياباني آخر اتخذ من رمضان فرصة للإقلاع التام عن الخمور، وياباني ثالث صام معنا الشهر بالكامل، كما أن هناك عدة أمثلة أدهشني باقتناعها بأهمية الصيام.