مأساة صعبة يعيشها عائلة وأصدقاء الشاب المصري، هادي ناصر، 27 سنة، من محافظة الإسكندرية، بعدما توفي السبت الماضي، في سويسرا، نتيجة سقوط أجزاء حديدية من الأسانسير على رأسه ما أسفر عن وفاته في الحال، وظل على حالته فترة طويلة، ولم يعلم أحد بالشركة التي يعمل بها ما جرى له حتى مرت عدة ساعات عندما تعطل الأسانسير عن العمل، ولاحظ أفراد الشركة وجود جثمان «هادي»، حيث تم نقله إلى المستشفى ولكنه كان قد توفي بالفعل متأثرا بإصابته.
صدمة كبيرة تلقاها أصدقاء «هادي» المقربون، فلم يكن يتوقع أحد منهم أن تكون زيارة الشاب لمصر منذ عامين هي الأخيرة له، حيث وقع النبأ كالصاعقة التي أذهلت الجميع، بعد أن مات الصديق والأخ.
يقول إسلام محي، من محافظة الإسكندرية، الصديق المقرب لـ «هادي»، إن صديقه كان يعمل لدي إحدى الشركات الخاصة في سويسرا، منذ 5 سنوات، وكان دائم الزيارة لمصر، حيث كان يأتي بشكل سنوي، ليزور والده ووالدته، ولكن كانت آخر زيارة له منذ عامين على غير عادته، حيث برر«هادي» تأخيره هذا، بأنه يريد أن يستقر به الحال في مصر، بعد تلك السنوات التي ذاق خلالها مرارة الغربة: «كان حاجز تذاكر عودة علشان يقضي العيد وسطنا، كان مسافر يكون نفسه ويأمن مستقبله، مكنش يعرف إنه هيموت في أرض مش أرضه».
هاتف والد «هادي» دق في ساعة متأخرة أمس، لتخبره صديقة «هادي» السويسرية، أن ولده قد مات، وتطلب منه أن يسرع في إجراءات نقل الجثمان إلى مصر، هنا شعر الأب بالصدمة لم يتمالك نفسه، كيف له أن يتحمل صدمة موت نجله الوحيد: «أبوه متأثر جدا ومش مصدق لحد دلوقتي إن هادي مات، واللي زاد من صدمته إنه ابنه الوحيد».
يشير«إسلام» إلى أن الفتاة التي تواصلت مع والد «هادي» طالبت بضرورة التواصل مع السفارة المصرية، حتى يتم الانتهاء من تصريحات نقل الجثمان، وبالفعل حاول أصدقاء «هادي» التواصل مع السفارة، ولكن دون جدوي، حتى وصلوا إلى شركة يمكن من خلالها نقل الجثمان: «عايزبن نجيب حقه بالقانون ونعرف له إيه وعليه إيه، لأنه كان متغرب بقاله سنين، وكمان إحنا لحد دلوقتي مش عارفين جثته فين، محتاجين بس حد يقف معانا، أبوه هيموت علشانه، وعايز يتأكد إنه ابنه فعلا رغم أننا أتاكدنا بنفسنا، لكن هو مش مصدق، ومش هيرتاح غير لما يشوف الجثمان ويدفنه في أرض بلده».
تعليقات الفيسبوك