السودان.. تجدد القتال في دارفور واتفاق السلام على المحك
دارفور
شهد إقليم دارفور بغرب السودان، اليوم الإثنين، مواجهات دامية على خلفية نزاعات أهلية بمنطقتي الجنينة والسريف في إقليم دارفور بغرب السودان، خلفت سقوط قتلى، بلغ عددهم 108 قتلى.
واستخدمت في القتال أسلحة ثقيلة وخفيفة وسط عمليات حرق ونهب واسعة طالت العديد من الأحياء السكنية والمحال التجارية، وألحق القصف المتواصل دمارا كبيرا في المنشآت الحيوية، مثل المراكز الصحية والخدمية، ما زاد الوضع تعقيدا.
وتأتي هذه الأحداث ضمن سلسلة متواصلة من الأحداث الدموية في الإقليم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما أثار تساؤلات كبيرة حول اتفاق السلام الموقع في أكتوبر الماضي بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، وتضم عددا من الحركات الدارفورية، عقب حرب طاحنة استمرت 17 عاما.
وقال الناشط الرشيد عبدالكريم الذي تحدث لسكاي نيوز عربية، عبر الهاتف من موقع الأحداث، إن حدة القتال تتزايد بشكل متواصل ومقلق في ظل عدم تدخل القوات الأمنية رغم استمرار عمليات القتل والحرق والنهب لأكثر من 48 ساعة.
ونبه عبدالكريم إلى خطورة الوضع بسبب الانتشار الكثيف للسلاح وهشاشة الأوضاع الصحية والأمنية في المنطقة.
وأوضح مصدر طبي لموقع «سكاي نيوز عربية» أن الكوادر الصحية تواجه صعوبات كبيرة، نظرا لعدم توافر المعينات اللازمة من محاليل وغيرها.
وأشار المصدر إلى أن الأوضاع الأمنية المتردية تمنع وحدات الإسعاف من أداء عملها بالشكل المطلوب، حيث تتعرض السيارات في الكثير من الأحيان لاعتداءات مسلحة وأعمال نهب.
منذ 2003 يشهد الإقليم واحدة من أعنف الحروب الأهلية في العالم، والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل، وأجبر بسببها نحو 4 ملايين شخص على النزوح إلى معسكرات جماعية بحثا عن الأمان.
وعلى الرغم من توقيع اتفاق السلام في أكتوبر، فإنه لا تزال هناك العديد من بؤر التوتر في المناطق المحيطة بجبل مرة ومعسكرات النازحين.
وتتزايد المخاوف من أن تؤدي الهشاشة الأمنية المتزايدة واستمرار الصراعات القبلية إلى إعادة الأوضاع في إقليم دارفور إلى ما كانت عليه خلال السنوات الماضية.
وفي الواقع سقط أكثر من ألف قتيل وجريح في عدد من مناطق دارفور في أحداث دامية جرت، عقب توقيع اتفاق السلام، ما يشير إلى هشاشة الأوضاع وخطورة وجود عدد كبير من الحركات الرئيسية، مثل حركة عبدالواحد محمد نور، فضلا عن حركات أخرى يقدر عددها بأكثر من 80 حركة خارج الاتفاق.