طبيب السنطة المعتدى عليه: «كسرولي أيدي ونفسي أرجع الشغل»
الدكتور نشأت الصياد
بينما كان يحاول مد يده لإنقاذ روح مريضة من فتك فيروس كورونا المستجد برئتها العجوز التي لم تكن قادرة على تنفس الأكسجين، لتنفيذ مهمته الإنسانية كأحد أفراد الجيش الأبيض، قيده أفراد من أسرة مريضة أخرى من ذارعيه وهشموهم، في واقعة اهتزت لها مستشفى السنطة العام بمحافظة الغربية، حتى اجتاح أثرها مواقع التواصل الاجتماعي التي سيطر عليها الغضب.
نشأت: أهالي المريضة منعوا أخرى من دخول العناية
قبل ساعات، أثناء وردية الدكتور نشأت الصياد، بالأمس في مستشفى السنطة العام بالغربية، تولى مسؤولية العزل بها، لتصل إليه حالة جرى تشخيصها بتدهور بالغ في التنفس إثر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقا لطبيب الأمراض الباطنة بالمستشفى، ليقرر نقلها إلى أحد غرف الرعاية، كالمعتاد، حيث لم يكن متاحا سوى سرير إضافي بغرفة محددة لمريضة كورونا أخرى يصاحبها 5 رجال وسيدة من أسرتها.
فوجئ حينها طبيب العظام، بمنع أسرة المريضة المتواحدة داخل الغرفة بدخول السيدة الأخرى، بزعم أن طبيب العناية قرر ذلك، ليتواصل معه الدكتور نشأت على الفور ويتبين عدم صحة ذلك، بينما يتفاقم وضع السيدة الثانية الخطير، التي تحتاج لنوع معين من الأكسجين يتواجد داخل الرعاية، ما يضطره لنقل أنبوبة تنفس لها ومحاولة علاجها بالممر لحين إتمام دخولها، فيما تزداد حالتها سوء، وسط سخط بالغ من مرافقيها.
مع استمرار الرفض وتدهور الوضع طلب الطبيب من الأمن التدخل لحل الأزمة، ليمنعه أفراد أسرتها، وهو ما اضطره للجوء إلى آخر حل، حيث قال: «خلاص بلغوا النجدة، تيجي تتصرف»، ليزداد الموقف سوء لدرجة لم يكن يتخيلها حينها، وفقا لحديثه لـ«الوطن».
طبيب العظام: اتفاجأت بـ5 أشخاص بيكتفوني ويضربوني
«بعد ما قولت الكلمة دي، لقيت فجأة 5 أشخاص بيضروني، واحد بيكتفني من أيدي وواحد من رجلي، والتلاتة بيعضوني ويضربوني بعنف».. في ثوان معدودة وجد الطبيب المسؤول نفسه ضحية لواقعة اعتداء فجة أثناء تأديته مهامه ومحاولته إنقاذ روح مريضة بكورونا، لتتعالى صيحاته، بينما يشاهد اعتداء آخرا بالضرب على فرد الأمن وفني صيانة وعاملة أخرى تسببت في إصابات عديدة لديهم، فضلا عن إتلافهم لأجهزة العزل بالطابق.
وبعد عدة دقائق هرع إليه زملاؤه من الطابق الآخر، لتخليصه من ذلك الاعتداء، بينما وصلت قوات الشرطة، وتم القبض عليهم جميعا فور ذلك، بينما سارع الأطباء في مداواة جراحه، حيث أسفرت الواقعة عن إصابته بكسور في اليدين وكدمات متفرقة بالظهر والرقبة نتيجة الضرب و«العقر».
يقول الدكتور نشأت الصياد، أن مدير المستشفى ونقابة الأطباء بالغربية لم يتركوه منذ اللحظة الأولى للواقعة، وحرصوا على تحرير محضر باسم المستشفى كونها منشأة حكومة وليس محضر شخصي، لتغليظ العقوبة على الجناة، موجها الشكر لهم.
أتمنى تكون آخر إهانة للأطباء
رغم الإصابات العديدة التي يعاني منها الطبيب والآلام القوية التي تمنعه عن الإمساك بأي شئ بيده، لكنه يتمنى أن يعود للعمل: «نفسي أرجع شغلي بكره، بس مع الأسف الكسور ممكن تفضل لأكتر من شهر».
كما يأمل وضع حد صارم لتلك الحوادث التي يتعرض لها أفراد الجيش الأبيض خاصة في حربهم أمام فيروس كورونا المستجد، مضيفا: «متمناش أي حد من زمايلي يحصله كده، وعايزها تبقى آخر إهانة للأطباء».