وجه شاحب يغطيه السواد، حيث تظهر ملامحه مدى المعاناة التي واجهها طوال سنوات تواجده بالشوارع، مرتديًا ملابس مهترئة نتيجة استخدامها لفترات طويلة دون تغيير، تلك الهيئة التي ظهر عليها الشاب «سويلم»، كأحد المتشردين الذين يقطنون الشوارع.
شهور طويلة قضاها «سويلم»، الشاب البالغ من العمر قرابة الـ28 عامًا، بحسبما رواه باسم هاني، مدير دار الفريد التابعة لمؤسسة واحة أحضان المحبة، خلال حديثه لـ«الوطن»: «أول ما توصلنا ليه حاولنا نتكلم معاه ولكنه مكنش عارف غير اسمه سويلم فقط، وأنه من محافظة الإسماعيلية».
رغبة مسؤولي الدار في إنقاذ الشاب، دفعتهم لمعرفة تفاصيل قصته من البائعين داخل الشارع، بحسب «باسم»: «الناس قالولنا إنه ليه فترة كبيرة متواجد في الدقي، ولكنه فقد عقله بعد ما أهله نصبوا عليه عن طريق مجموعة من السيدات ليجبروه على التنازل عن ورثه وتركه بالشارع».
معاناة عدم امتلاك مأوى لـ«سويلم»، اقتادته للتنقل في مختلف المناطق والبلاد حتى وصل به الحال إلى منطقة الدقي بالقاهرة، كما أوضح «باسم»: «سويلم ليه حوالي 7 أعوام في الشارع، وبمجرد ما وصلتنا استغاثة بالحالة، روحنا ليه وعملنا محضر استلام في قسم الشرطة».
وقبل نقل «سويلم» إلى الدار، قمنا بعمل الفحوصات الطبية اللازمة، كما حكى مدير الدار: «فوجئنا أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد، وتم وضعه في الحجر الصحي لمدة أسبوعين حتى تعافى من الجائحة، وبعدها تم نقله إلى الدار».
ولم يتوصل مسؤولو الدار إلى أحد أفراد أسرته حتى الآن: «كلنا اللي عرفناه عنهم أن أخته كانت بتسيبله فلوس كل فترة طويلة في الكشك اللي عند الدقي، ولكن محدش تواصل منهم معانا لغاية دلوقتي».
تعليقات الفيسبوك