رمضان في العزل.. «صفاء» تترك بناتها الـ3 بمفردهن: فاهمين الواجب الوطني
صفاء: بفتكرهم مع آذان للمغرب وبجهز لهم أكل للفطار قبل ما أروح العزل
صفاء من داخل مستشفى العزل
قدمت الواجب على أسرتها، فآثرت قضاء رمضان في المستشفى، تنفذ المهمة التي أوكلت إليها والتي تضم جانبا من رعاية مصابي كورونا، على أن تقضيه مع بناتها تصنع لهن ما لذ وطاب من الطعام، 3 بنات أصغرهن في المرحلة الإعدادية قررت أمهن أن تترك لهن أمر البيت والاعتناء ببعضهن طوال فترة عملها بالمستشفى والتي تنقطع لها انقطاعا تاما طيلة أسبوعين ثم تعقبها إجازة مدتها أسبوع واحد.
طبيعة العمل في المجال الطبي فرض على السيدة الخمسينية صفاء حسن، الإفطار في المستشفى الذي تعمل به عدة أيام، إلا أن رمضان خلال العامين الماضي والجاري كان له ظروف خاصة، بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث تعمل مشرفة شؤون البيئة في مستشفى العزل بالعجمي، ما يعني وجودها وسط الخطر بصورة مستمرة تاركةً بناتها الثلاثة وحدهن في مثل تلك الأيام، إذ رحل زوجها قبل عدة أعوام.
صفاء: مهمتي في المستشفي التعقيم المستمر لكل مكان
مهمة عمل «صفاء»، داخل المستشفى تعقيم كافة الغرف والأرضيات والحوائط بالمستشفى، كذلك التخلص الآمن من النفايات الناتجة عن الاستخدام اليومي سواء طبية أو غيرها، حيث يعمل معها فريق عمل متخصص «الحاجات دي ليها طريقة معينة للتعامل منعا لانتقال المرض، أو أية إصابات أخرى للمريض أو الموظف، عشان كدة مهم جدا التعامل السليم فيها».
العمل في الأجواء الرمضانية يكون أكثر من خلال فترة رمضان والصيام، حيث تتطلب منهم فترة الصيام المزيد من العمل حفاظا على المرضي وزملائهم من الطاقم الطبي، حيث تبدأ مواعيد عملها من الساعة الرابعة فجرا، وحتى الساعة الثامنة مساء، يتم العمل فيها وفقا لجداول مخططة مسبقا، وتنفذ يوميا.
أصغر بناتها طفلة بالمرحلة الإعدادية
مع كل أذان للمغرب في شهر رمضان تشعر «صفاء» أن تشتاق لبناتها وتفتقدهم فأصغرهم طالبة بالمرحلة الإعدادية والجلوس معهم على مائدة واحدة، إلا أنها تتذكر دائما أنها تعمل في مهمة وطنية، تسهم بدورها في الحفاظ على صحة المصريين، «عارفين أهمية شغلي ومقدرين أني مش معاهم في رمضان، بس بخاف عليهم، وهما بيخافوا عليا، عشان كده المكالمات كثيرة أوي بينا».
قبل بداية رمضان الجاري، عملت السيدة الخمسينية على تحضير عدد من وجبات الطعام لأبنائها وحفظتهم في الثلاجة، حتى لا ترهقهم عناء تحضير الطعام وقت الصيام، «بنستني الأجازة عشان نتلم سوا في طرابيزة واحدة ونفطر مع بعض».