من وقت لآخر نكتشف أن موكب نقل المومياوت الملكية، كان أكبر من أي تخيل، وحتى يخرج بهذه العظمة التي تحدث عنها العالم أجمع، شارك فيه المئات والآلاف بكل المجالات، كل منهم كان مكلف بتفصيلة ما، جمعت في النهاية تلك الصورة الأكثر من رائعة والمكتملة الأركان، ومن بينهم الشاب محمد العربي، مصمم الجرافيك، وأحد صناع تلك العظمة.
«العربي» تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لكنه لم يعمل بهذا المجال، بعدما اختطفه عالم الجرافيك منذ أن كان مراهقا لا يتخطى سنه حاجز الـ 15 عاما، قائلا في حديثه مع «الوطن»: «ابتديت الشغل ده مع والدي اللي كان عنده وكالة بتقدم خدمات دعايا وإعلان، وعملت معاه حملات إعلانية لماركات مشهورة في السوق المصري».
خرج من عباءة الوالد
وبعد عامين من العمل مع والده، تمرد مصمم الجرافيك على هذا الوضع، وأراد ألا يكون الشاب الذي نجح بهذا المجال بحكم أنه يعمل مع والداه، فذهب ليشق طريقه بعيدا عن وكالة أبيه، مضيفا: «حبيت اشتغل بعيد عن والداي، عشان كنت عايز أجرب نفسي، وأشوف أنا لو مشيت الطريق من غير مساعدة والدي، هوصل لإيه، والحمد لله ربنا ماخذلنيش».
بداية العمل بالميديا
قرار ابتعاد مصمم الجرافيك عن عمل والده، وضعه في طريق المهندس محمد عطية، مصمم ديكورات حفل المومياوات والكثير من الأعمال الفنية، ليبدأ معه رحلة العمل بمجال الميديا، موضحا: «أول شغل ليا كان مع المهندس محمد عطية، اللي اتشرفت جدا إني اشتغلت معاه وكنت من رجالته، واشتغلت معاه في كام إعلان واشتغلت معاه كمان في إبلة فاهيتا، بالإضافة إلى موكب نقل المومياوات الملكية».
عام ونصف من العمل على الموكب
عمل «العربي»، على تصميمات موكب المومياوات، كأحد أعضاء فريق العمل، بدأ التجهيزات والإعداد لهذا الحدث منذ أكثر من عام ونصف العام، لافتا: «كل الناس تعبت بجد في الشغل ده فعلا، لأنه كان من أكتر الحاجات اللي فيها تفاصيل، ومن أكبر حاجة لأصغر حاجة، كان لازم نركز معاها كويس أوي، لأننا مكناش قدام شغل عادي، ده شغل لتاريخ بلدك وحاجة هتسيب أثر كبير أوي لقدام».
جبل وانزاح
حجم السعادة التي كان يشعر بها مصمم الجرافيك، بعد نهاية حفل نقل المواميات، لا يستطيع ان يوصفها، مؤكدا في ختام حديثه مع «الوطن»، أن الأمر كان أشبه بالجبل الضخم، الذي انزاح من أعلى أكتافهم، حيث كانوا يحملون مسؤولية تلك البلد لإظهارها في أفضل صورة أمام العالم.
تعليقات الفيسبوك