يتجدد الحديث عن مساجد مصر التاريخية، لاسيما عندما تحل مناسبة كشهر رمضان المبارك، ويتناول التقرير التالي أبرز المعلومات المنسوبة لمسجد أحمد بن طولون، ويعرف كونه نموذجا فريدا في تاريخ العمارة الإسلامية، فهو أول مسجد معلق في القاهرة، تم تصميمه بحيث يكون مقاومًا للمياه والنار.
ويعد ثالث المساجد في تاريخ القاهرةـ يغلب عليه طراز مدينة 78 سامراء، حيث المئذنة الملوية المدرجة، كأقدم مئذنة في مصر، ثم في عهد الأيوبيين أصبح المسجد أقدم مدرسة تُدرَّس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، وكذلك الحديث والطب إلي جانب تعليم الأيتام.
تاريخ بناء المسجد
وتعود أسباب بناء مسجد بن طولون تاريخيا إلى شكوى عدد من الناس لـ «ابن طولون» من ضيق مسجد جامع العسكر، الذي زال بزوال مدينة العسكر التي كانت تشغل حيَّ زين العابدين، وهي المنطقة التي تعرف بـ«المدبح» حاليًّا، فأمر ببناء مسجد آخر بلغت مساحته ستة أفدنة ونصف، عام 263هـ - 876م.
واكتمل بناؤه عام 265هـ - 879م، وله مئذنة ميَّزته عن الكثير من مساجد القاهرة الإسلامية منذ العهد الفاطمي، تتألَّف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الخارج سلم دائري لولبي عرضه 90 سم.
مهندس قبطي
وبنى هذا المسجد مهندس قبطي يدعى سعيد بن كاتب الفرغاني، قال له بن طولون: «أريد مسجدًا إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى»، وبالفعل تم بناء المسجد بحيث يكون مقاوما لمياه الفيضان والنيران، إذ يعد أول جامع يبنى بالطوب الأحمر في مصر، والطوب الأحمر الذي إذا احترق يزداد صلابة، واستمر بناء الجامع لمدة عامين كاملين، ووصلت تكلفته لـ120 ألف دينار تقريبا، وافتتح للصلاة يوم الجمعة 12 رمضان سنة 265هـ.
صورته على العملة
وقد لا يعرف كثيرون أن الصورة المطبوعة على العملة فئة الخمسة جنيهات مصرية، تعود لمسجد أحمد بن طولون، تحيط من جهاته الأربعة شبابيك المسجد، وعددها 128 شباكاً، وفى وسط الصحن قبة كبيرة ترتكز على 4 عقود، وتعتبر مأذنته الوحيدة فى مصر ذات السلم الخارجي وهي مكونة من 4 طوابق وهي ملوية على طراز ملوية مسجد سامراء بالعراق، ويبلغ ارتفاع المئذنة عن سطح الأرض (40.44م)، ويبلغ عدد مداخل مسجد ابن طولون 19 مدخلاً.
تعليقات الفيسبوك