حادث قطار بنها
صوت ارتطام عربة قطار بنها الذي وقع أمس، بالأرض وصله على مسافة 3 كيلومترات، انتفض مصطفى سليمان في مكانه بورشة النجارة التي يملكها في منطقة برديس، وهرع مستقلا دراجته البخارية للوصول إلى مكان الحادث للمساعدة في انتشال الضحايا وإنقاذ المصابين، لكن ما رآه كان أغرب من الخيال.
يحكي «مصطفى» أنه تواجد وسط الأهالي في حادث قطار بنها، أثناء انهماكهم في إسعاف المصابين واستخراج المتوفين من تحت عربة القطار، وأثناء ذلك لفت نظره كيسا بلاستيكا أسود، بالقرب من الترعة، فتحه ليجد بداخله زجاجة عطر وكفن أبيض، يبدو أنها كانت بحوزة أحد ركاب القطار.
لم يتمالك «مصطفى» نفسه، والقوة التي كان يتظاهر بها للقيام بدوره في مساعدة رجال الإسعاف، تحولت إلى لحظة ضعف، وبكى أمام المشهد الذي يعتبره عظة، وأمام تجمهر بعض المتواجدين في المكان، سلم كيس الكفن لأحدهم وهو يردد: «لا حول ولا قوة إلا بالله.. سبحان الله العظيم».
لا أحد يعلم صاحب هذا الكفن حي أم ميت، بحسب «مصطفى»: «معرفناش الكفن ده بتاع مين، الله أعلم هو حي ولا ميت، الموضوع ده بالنسبة لنا مذهل وغريب، مكناش مصدقين، وكلنا كنا زعلانين».
حصل أحد المتواجدين على الكفن بعيدًا عن الحادث في مكان نظيف، لحين ظهور صاحبه، وهو ما لم يحدث، فلا أحد يعلم حتى الآن، مصير صاحبه: «الراجل أخده ومنعرفش عنه حاجة».
يحكي «مصطفى» أنه بمجرد علمه بالحادث جرى مسرعًا لإنقاذ ما يمكن من المصابين، واستخراج الضحايا من تحت القطار: «الوضع كان صعب، وكان كل همي يومها إننا نطلع الناس، قلت أجي أساعد بأي حاجة، وكان معايا واحد صاحبي».
اقرأ.. الشهامة مع الموتى.. «ياسمين» تكفن وتغسل ضحايا قطار بنها مجانا
يذكر أنه وقع حادث في منطقة كفر الحصة بدائرة مركز بنها، حيث خرج القطار رقم 949 «القاهرة - المنصورة» عن القضبان في المسافة بين مدينتي بنها وطوخ، وانقلب القطار من الخلف بعدد 6 عربات، ما أدى إلى اشتعال النار في مقدمة القطار، وانقلاب عدد من العربات بالقرب من إحدى الترع، ما أسفر عن إصابة 98 شخصا ووفاة 11 شخصا.
تعليقات الفيسبوك