قد يكون من المعتاد أن يهرب بعض الطلاب من مدارسهم من أجل لعب مباراة كرة قدم، أو التسكع مع زملائهم بأي مكان، أو حتى من باب تجربة الهروب من المدرسة فقط والذهاب إلى البيت مبكرا ليس إلا، لكن الغريب الذي أقدم عليه الطالب عبدالله ناصر، هو أنه كان يهرب من مدرسته من أجل تحميل كورسات جرافيك، ومشاهدتها والتعلم منها لساعات طويلة.
هروب يؤدي إلى نجاح
وعلى عكس الشائع، فقد جاء هروب ناصر من مدرسته بمثابة النجاح المستقبلي له، الذي ربما لم يكن ليتحقق بالقدر نفسه لو كان واظب على الذهاب لمدرسته وانكفأ على دراسة المواد التي لم تكن تستهويه، لكن ما حدث أنه أصبح يتعاون مع الكثير من الفنانين في الكثير من رسومات وتصميمات الجرافيك، وبالأخص مع المطربة والممثلة مي كساب وزوجها مغني المهرجانات الشعبية أوكا، قبل أن تتسع دائرة عمله ليصبح مصمم جرافيك لعدد من الفنانيين من نجوم الصف الأول.
حكاية صاحب الـ24 عاما مع الجرافيك، بدأت خلال المرحلة الإعدادية، حيث يرويها في حديثه مع «الوطن» قائلا: «بدأت تصميم الجرافيك، وأنا في الإعدادية كنت بهرب من المدرسة، بس بروح البيت، أنزل كورسات واطبق اللي اتعملته منها».
المفاجأة السعيدة
وظل الطالب عبدالله، يعلم نفسه بنفسه، ويجرب في العديد من التصميمات والرسومات، باستخدام ما تعمله من تلك الكورسات، حتى جرب في مرة رسم مجموعة من أبطال عروض «مسرح مصر»، وقام بنشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا حدثت المفاجأة، «لقيت فنانين مسرح مصر، بيشروا رسوماتي ليهم وبيشكروا فيا، ومش كدا وبس بعضهم كلموني عشان أرسمهم كمان».
العجلة بدأت تدور
وبعد تلك الشهرة، بدأت العجلة تدور في حكاية «عبدالله»، ولم يقتصر الأمر على أبطال عروض «مسرح مصر» فقط، بل وصلت شهرته إلى أوكا وأورتيجا، مؤديي المهرجانات الشعبية، حيث أصبحا عميلين لديه يعتمدان على تصميماته ورسوماته، متابعا: «كلموني وبدأت أشتغل معاهم ولغاية دلوقتي شغال معاهم ومع مي كساب، بعملهم تصميمات للأغاني اللي بينزلوها بشكل فيديو جرافيك».
سكرينات محمد أمام
وبعد التعاون مع أوكا وأورتيجا المستمر حتى الآن، تعاون مصمم الجرافيك مع الكثير من المشاهير، من بينهم المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة، لكن كل ذلك كان في كفة، والثناء الذي تلاقاه من الفنان محمد إمام، نجل الزعيم عادل أمام، كان في كفة أخرى، «بعد مسلسل (هوجان) رسمت الشخصية الرئيسية بالعمل، وعجبت جدا محمد إمام وتواصل معايا، ومعايا إسكرينات لمحادثتنا، وطلب مني أعمله الرسمة دي على تيشرت، ونفس الحكاية حصلت مع الفنانة سهر الصايغ، اللي كلمتني هي كمان»، وبعدها رسم عدد من المشاهد والبوسترات الخاصة بالأعمال الفنية التي يحبها كـ«الفيل الأزرق، والناظر».
خريج حقوق
وإلى جانب الجرافيك، استطاع عبدالله أن يتحصل على شهادة الليسانس في الحقوق، لكنه يتعامل مع دراسة الحقوق كشهادة فقط، ولا يفكر العمل به، بل كل تركيزه منصب على الجرافيك، «مشتغلتيش بالحقوق، هي شهادة بالنسبة لي بس»، معلنا أنه يعمل حاليا على تأسيس استديو «أنيمشن» خاص به، سينتج من خلاله فيديوهات ساخرة ذات طابع كوميدي، كما فعل مؤخرا مع مسلسل «نسل الأغراب».
تعليقات الفيسبوك