محمد صابر.. مصمم جرافيك
منذ كان في السابعة من عمره وهو يحب الرسم، الخيال يسيطر على كل ما يراه من حوله، فيحوله إلى صورة يرسمها ليربط بها بين الخيال والواقع، مرت سنوات من عمره وموهبته تنمو يومًا بعد الآخر دون أن يدري أن موهبته تلك ستقوده إلى احتراف الفوتوشوب والجرافيك، وينجح في تقديم صورة خيالية لمصر عام 2077.
مصمم الجرافيك، محمد صابر، ومنذ تخرجه من كليه الحقوق رفض أن يتبع المسار التقليدي لخريجي كليته وقرر أن يُعلم نفسه الفوتوشوب حتى وصل إلى درجة الاحتراف وبدأ يقدم كورسات تعليم مجانية في ذات المجال لمن يرغب في تعلم الجرافيك.
«صابر» واصل فعل ما يحبه ويحترفه حتى شارك في لعبة إلكترونية شهيرة ترسم صورة حول مستقبل لندن عام 2077، ليستوحي منها صورته الخاصة عن أم الدنيا وكيف ستصبح الحياة داخلها في ذلك التوقيت، ويرسم «صابر» تلك الصورة متأثرًا بحال مصر هذه الأيام ويخلق لها حلًا عبقريًا يتناسب مع ذلك التوقيت المستقبلي، فيحول شوارعها المزدحمة بالمارة والسيارات إلى شوارع خالية، المركبات تطير في سمائها ويطغى لون النيون على ألوانها.
«صابر» تحدث لـ «الوطن»، عن سبب اختيار عام 2077 بالأخص، لتقديمه تخيله لكيف سيكون شكل الشوارع المصرية حينها، وكيف ستكون أم الدنيا من الأساس، موضحا أن تخيله هذا استمده من إحدى الألعاب الإلكترونية الشهيرة، قائلا: «مستوحيها من لعبة مشهورة عالمية باسم Cyberpun 2077، بتحكي عن المستقبل في لندن».
«صابر» صاحب الـ 27 عاما، قال إنه استقر على اسم «مصر 2077»، حتى لا يكون غريبا على الناس، وبالأخص من يعرفون هذه اللعبة، مضيفا: «أنا حبيت أخلي الاسم كده عشان الفكرة توصل بسهولة للناس ميكونش رقم غريب حبيت يكون رقم مألوف».
حكاية خريج كلية الحقوق، جامعة عين شمس، مع مجال تصميم الجرافيك، بدأت بتعليم ذاتي دون مساعدة من أحد، وهو ما جعله يقدم على تقديم كورس تعليم فوتوشوب مجانا، لمن يرغب في تعلم هذا المجال وإتقان هذا الفن، موضحا: «من سن سبع سنين، وأنا برسم وبحب الرسم، وكنت بتعلم الفوتوشوب من أجل الشغف، وعشان أصنع لوحات في خيالي لأني حبيت أني أوصل فكرة اللوحة، بس بالشكل الواقعي».
الشاب العشريني الذي ولد ويعيش بمحافظة الجيزة، يعلم جيدًا أن نوع الفنون الذي يتقنه، ليس بأولوية لدى الكثير من المصريين، لهذا يقدم خدماته إلى كثير من العملاء لفنه خارج مصر، مشيرًا إلى: «أنا عندي شغل تاني كمصمم جرافيك فري لانسر للشركات، لأني في مصر الشغل اللي بعمله مش مطلوب بشكل كبير زي بره».
ويلمح «صابر»، إلى أنه بدأ يحترف هذا المجال حينما بدأ يصمم ما يشعر به، وليس ما يجب أن يراه الناس، منبها: «بدأت احترف المجال ده، لما بدأت أصمم اللي أنا حاسه، مش اللي الناس تحب تشوفوا، وبدأت أعبر عن كل حاجه حاسسها في اسكتش وبعد كده أنفذه على ورق».
مصمم الجرافيك العشريني، بدأ مشروع «مصر 2077»، بتصميم لميدان طلعت حرب، ومؤخرا قدم تصميما أخر لكوبري قصر النيل، معلنا أنه يعمل حاليا على استكمال تلك التصميمات، خاصة أن هناك شوارع مصرية كثيرة يحب أن يرى الناس كيف سيكون شكلها في عام 2077، وفق تخيله.
تعليقات الفيسبوك