أفكار كثيرة لمشروعات تطرح خلال جلسات الأصدقاء على «القهوة»، أملا في الاستقرار على مشروع يبدأون به حياتهم العملية، ويصلون من خلاله إلى أهدافهم التي يسعون خلفها.
ولكن جرت العادة، أن تظل هذه الأفكار حبيسة الأوراق، التي يستخدمها هؤلاء الشباب خلال جلساتهم للتخطيط لها، مثل الأمور التنظيمية والميزانية الخاصة بتلك المشاريع، أما في حالة الشابين الصديقين أكرم مصطفى وأحمد أسامة، كان الأمر مختلفا تماما، بعدما بدأ الصديقان مؤخرا في تنفيذ مشروع المطعم الذي كانا يحلمان به، بصندوق مليء بعلب أرز بلبن مُعدة على الطريقة النوبية، يقفان بها في الشارع لبيعها، كاسرين القاعدة العامة في هذا الشأن، ومؤكدين أن «مشاريع القهوة ممكن تطلع شغالة».
الفكرة
«الفكرة كانت موجودة من أيام الكلية، فكنت أنا وصاحبي أحمد أسامة بنحلم نفتح محل حلويات نوبية»، بتلك الكلمات بدأ أكرم مصطفى، أحد القائمين على المشروع، حديثه مع «الوطن»، موضحا أنهما في تلك الفترة جمعا أفكارا كثيرة حول هذا المشروع الذي يحلمان به، ليقدما للسوق منتجا مختلفا وغير مألوف بالنسبة للناس، لكن لم يبدءا في تنفيذه، بسبب انشغالهما بالدراسة.
البداية
وتخرج «أكرم»، قبل حوالي عامين من جامعة فاروس، بينما تخرج شريكه أحمد أسامة في كلية التجارة جامعة الإسكندرية، لكن هذا لم يكن كافيا للبدء في تنفيذ حلمهما وتحويله إلى واقع، حيث استدعى «أكرم»، إلى الجيش لتأدية الخدمة العسكرية، وهو ما حدث بالفعل، متابعا: «بعد كده أنا دخلت الجيش وخلصت، وأول لما خلصت قررت أني أنفذ الموضوع بأقل الإمكانيات المتاحة».
رمضان شجعهم
حلول شهر رمضان الكريم، كان أحد الدوافع التي شجعت الصديقين، على البدء بعمليات التنفيذ، حيث يشير صاحب الـ 25 عاما، إلى أن: «كنا خلاص على دخلة رمضان، فقعدت أنا وأسامة قولنا يلا بينا في شنطة العربيه، وبالمرة نشوف آراء الناس في اللي أحنا بنعمله، ونلم معلومات أكتر عن السوق ولو فيه مشاكل نقدر نعالجها قبل ما يبقى فيه محل والتزامات أكتر».
48 ساعة
و«لأن الرزق يجب الخفية»، لم يكن يتبقى على بداية الشهر الكريم، سوى 48 ساعة، وكان على الصديقين أن يصارعا الوقت، حتى ينجحا في توفير كل المعدات والأدوات والمقادير والخامات التي سيحتاجانها، قبل اليوم الأول في حلمهما، وفى هذا الشأن يوضح «أكرم»: «بدأنا الموضوع كله بميزانية 1108 جنيه بالظبط، وعلى طول نزلنا جيبنا الأطباق والمعالق ومفرش رمضان، وأخدت من حد قريبنا الأيس بوكس، وأسامه أخوه الصغير كان عنده سبورة مخرومة اخدناها لزقنا عليها ورقة وجبنا بويه وبيضناها، ولينا صديقنا أحمد طارق مصمم جرافيك صمملنا اللوجو، ونزلنا طبعناه عشان نلزقه على الأطباق وعملنا الرز بلبن في البيت عندي ونزلنا حطناهم في شنطة العربية وبدأنا نبيع».
صبر واستمرارية
صعوبات كثيرة تقابل أي باحث عن النجاح في بداية مشواره، وكأنها تقول له لن تصل إلى هدفك، فأنا حائط الصد، أمام أحلامك، لكن الصديقين «أسامة وأكرم»، تعاملا مع تلك الصعوبات بصبر واستمرارية، حتى بدأت العجلة في الدوران، وأصبحا لا ينتظران كثيرا حتى يبيعا كل الكمية التي أعداها، بعدما كان الأمر مقتصرا على بعض أصدقائهما ومعارفهما الذين يشترون منهما، حتى لا يحبطا ويعودا بعلب الأرز باللبن على الطريقة النوبية، لكن الآن الوضع أصبح مختلفا، حسبما يؤكد خريج جامعة فاروس: « الكمية دلوقتي بقيت بتخلص الحمد لله ساعات مبنلحقش نقف».
الرحلة والداعمون
وخلال تلك الرحلة لم يكن الصديقان وحدهما فيها، بل كان ورائهما جيش كبير من الداعمين، حتى أصبح منتج «ارجوندي» اسم مشروعهم- والذي يعنى نوبي باللغة النوبية- متواجدا في الشارع بالفعل، وفي مقدمة هؤلاء الدعمين حسبما يعلن «أكرم»: «والدي وولدتي وأخويا الصغير، وطبعاً والدة أسامة وأخواته برضه، وكل أصحابنا كانوا فعلاً بيدعموا المشروع بقلبهم جداً».
تعليقات الفيسبوك