بعد فتح مصر.. كيف كانت أجواء عيد الفطر في عصر عمرو بن العاص؟
أرشيفية
احتفل المصريون لأول مرة بعيد الفطر، بعد الفتح الإسلامي لمصر، على يد الصحابي والقائد العربي عمرو ابن العاص، ليعرف المصريون للمرة الأولى الأولى الاحتفال بعيد الفطر، الذي ظلت طقوسه متوارثة حتى اليوم.
وفيما يلي ترصد «الوطن» كيف كانت أجواء الاحتفال بعيد الفطر قبل نحو 1400 سنة في عصر عمرو بن العاص.
الطقوس الدينية
يقول الدكتور رأفت النبراوي، أستاذ الآثار والمسكوكات الإسلامية، عميد كلية الآثار في جامعة القاهرة (سابقا)، إن احتفال عيد الفطر في عصر عمرو بن العاص، كان عبارة عن أداء صلاة العيد في المساجد، وبعدها يلتقون ويهنئون بعضهم البعض بالعيد، ويرتدون الملابس الجديدة ابتهاجا بهذه المناسبة الدينية المهمة، وهي العادات نفسها التي كانت موجودة منذ بداية الإسلام وما زالت كما هي، ما عدا بعض الفترات التاريخية التي شهدت بعض التغييرات البسيطة.
العادات الاجتماعية
أما عن العادات الاجتماعية في ذلك الوقت، فكشف «النبراوي»، عن أن عادة زيارة الأصدقاء والأقارب ظلت متوارثة منذ عصر عمرو بن العاص، وحتى يومنا هذا، مشددا على أن احتفالات عيد الفطر هي واحدة منذ بداية الإسلام حتى الآن.
الاحتفالات الرسمية وبصمات الفاطميين
ولفت أستاذ الآثار والمسكوكات الإسلامية، إلى أن بعض الفترات مثل العصر الفاطمي شهدت تغييرات في طريقة الاحتفال بالعيد، موضحا أن الفاطميين ابتكروا أشياء جديدة للفت النظر إلى المذهب الشيعي، مثل المواكب والاحتفالات بالعيد، وخروج الخلفاء في ملابس معينة واحتفال الشعب بالعيد كان بأساليب مختلفة في العصر الفاطمي، وخاصة في عصر المعز لدين الله، وكانوا يصنعون الكحك وينقش عليه عبارات جيدة مثل «كل هنيئا واشرب مريئا»، وبعض الكحك كانوا يضعون فيه دنانير من الذهب، وكان الدينار في هذا الوقت يكفي نفقات أسرة كاملة لثلاثة شهور، إلا أن بعض المظاهر الأخرى كانت موجودة من قبل ونُسبت للفاطميين، مثل الكنافة التي كانت موجودة منذ بداية عصر الدولة الأموية.
عمرو بن العاص والمجئ إلى مصر
وأوضح أن عمرو بن العاص، فتح مصر وأسس مدينة الفسطاط سنة 21 هجرية، ودُفن في القاهرة، ولكن حتى الآن لم يستطع العلماء والباحثون تحديد مكان دفنه، وكان رجلا سياسيا ماهرا، وقائدا عسكريا ناجحا، وكان من الصحابة، وهو من شجع الخليفة عمر بن الخطاب على فتح مصر، لأن فتحها يعتبر تأمينا لبلاد الشام، وكان الخليفة مترددا في البداية ولكن «ابن العاص» أقنعه، وأخذ 4 آلاف مقاتل وجاء إلى مصر.
وأشار إلى أن البعض كان يقول إن عمر بن الخطاب اتفق مع عمرو بن العاص على أنه سوف يصلي ويسشير الله في مسألة فتح مصر، وسوف يرسل له خطابا، وإذا وصل الخطاب إلى «بن العاص» قبل دخوله إلى مصر عليه أن يعود إلى الخليفة، وإذا كان دخل حدود البلاد، فعليه أن يستكمل فتحها.
عمرو بن العاص يحتفل بأول عيد بعد وصوله لمصر
ولفت إلى أن عمرو بن العاص وصله الخطاب قبل حدود مصر بمدينة واحدة، فرفض استلام الرسالة إلا بعد دخول الأراضي المصرية، رغبة منه في استكمال فتحها، ووصل إلى العريش في عيد الأضحى واحتفلوا به هناك، وذبحوا الذبائح.