هاني سرحان: الحادث كان أصعب المشاهد كتابة.. وواقعة كرداسة استدعت ذكريات مؤلمة
«سرحان» خلال حواره مع «الوطن»
بص فى عنينا.. نقدر على الدنيا ولا تقدر علينا.. روحنا فى إدينا.. ناسنا وترابنا وأرضنا بتتحامى فينا»، بتلك الكلمات الحماسية انطلق الجزء الثانى من مسلسل «الاختيار 2.. رجال الظل»، بتوقيع المخرج بيتر ميمى والمؤلف هانى سرحان، ليعرض خلال العمل بطولات رجال الشرطة المصرية فى مواجهة اﻷخطار التى تعرّض لها الوطن بعد سقوط جماعة الإخوان اﻹرهابية فى عام 2013، مع التركيز على أحداث فضّ اعتصام رابعة، وأحداث كرداسة، وجهود الشرطة والجيش ضد الإرهاب ورجاله وأفكاره الظلامية. كشف المؤلف هانى سرحان، فى حواره لـ«الوطن»، كواليس تصوير العمل خلال الفترة الماضية.
كيف جاء ترشيحك للعمل على كتابة الجزء الثانى من مسلسل «الاختيار»؟
- تلقيت مكالمة هاتفية من المخرج بيتر ميمى وشركة «سينرجى»، بعد فترة من عرض مسلسل «الفتوة»، يطلب فيها منى العمل على كتابة الجزء الثانى من المسلسل، وكنت فى قمة سعادتى لأننى أثناء مشاهدتى للجزء الأول من الملحمة الوطنية، فى موسم الدراما الرمضانية الماضى، تمنيت كتابة عمل وطنى بحجم «الاختيار»، وبالفعل حقق لى الله سبحانه وتعالى حلمى.
ولكن كتابة الجزء الثانى من العمل بعد النجاح الذى حققه الجزء الأول مسئولية كبيرة.. كيف تعاملت مع الوضع؟
- بالطبع، «الاختيار 2» كان مسئولية ضخمة، خاصة بعد ما قدم المخرج بيتر ميمى والسيناريست باهر دويدار عملاً فنياً متكاملاً فى الجزء السابق، لذلك جمعتنى جلسات عمل مع المخرج فى بداية كتابة الحلقات، التى كانت تركز بشكل أساسى على عمليات رجال الشرطة وقطاع الأمن الوطنى، والعمليات التى تم تنفيذها فى مصر خلال السبع سنوات الماضية، وبعد ذلك وضعنا الخطوط الدرامية للشخصيات الرئيسية للمسلسل، وبدأت الكتابة فى 15 يونيو الماضى.
«الاختيار 2» حلم تحقق بإرادة إلهية
هل واجهت صعوبة فى المزج ما بين الأحداث والشخصيات الحقيقية والدراما فى «الاختيار 2»؟
- كتابة عمل مأخوذ عن أحداث حقيقية وتوثيقها من خلال عمل درامى أمر صعب للغاية، خاصة أن كل الأحداث التى يقدمها المسلسل كان الجمهور شاهداً عليها وعاشوا تفصيلها، وبالتالى كانت الصعوبة فى نقطة تقديم تلك الأحداث فى مسلسل مشوّق وممتع به جوانب اجتماعية وإنسانية، ليصل إلى الجمهور بسلاسة ودون أى انتقادات.
كتبت مشهد استشهاد العقيد «مبروك» على عكس رغبتي
ما المشاهد التى واجهت صعوبة فى كتابتها ضمن أحداث المسلسل؟
- أعتبر مشاهد اغتيال الشهداء من أصعب المشاهد التى كتبتها على مدار الحلقات، كذلك مشاهد عملية الواحات من المشاهد الصعبة والمؤثرة خلال الكتابة، بالإضافة إلى مشهد اغتيال العقيد محمد مبروك، ومشهد اقتحام قسم كرداسة واستشهاد الضباط به كان صعباً ومؤلماً للغاية، واستدعى ذكريات مؤلمة لدى الجمهور بعيداً عن الكتابة والتنفيذ، ونجح بيتر ميمى فى تقديمه بشكل حقيقى وقريب للجمهور.
كيف كانت كواليس كتابة مشهد استشهاد العقيد محمد مبروك؟
- كان من أصعب المشاهد، حتى إننى لم أكن أرغب فى كتابته، ولكن كنت مضطراً لذلك، وبالفعل كان مؤثراً بشدة، ولذلك وصلت تلك المشاعر إلى المشاهدين وشعروا بصعوبة تلك اللحظة.
عرضت الصورة الحقيقية للشهيد فى منزله خلال الأحداث وحصدت ردود فعل إيجابية، من أين جاءت الفكرة؟
- بالفعل، حرص المخرج بيتر ميمى على إبراز التفاصيل، فتعمّد أن يضع صورة الشهيد محمد مبروك الحقيقية فى مشهد العزاء ضمن أحداث المسلسل، فهو مهتم بالمزج بين التوثيق والدراما فى كل مشهد يقدمه فى المسلسل.
وهل جمعتك جلسات بأهالى الشهداء قبل البدء فى الكتابة؟
- كان المرجع الأساسى فى الكتابة الملفات الحقيقية والموثقة للأحداث فى المقام الأول، وبالفعل قابلت شخصيات حقيقية من عائلات الشهداء، من بينهم زوجة الشهيد محمد مبروك وأبناؤه، للحديث عن التفاصيل الأدق الخاصة بالشخصية، حيث إن هناك أجزاء كثيرة من الحوار والأحداث فى المشاهد الخاصة بـ«مبروك»، منها العلاقة مع نجله وصلاتهما معاً فى المسجد، أو ابنته التى كانت تقرأ الصحيفة فى الصفحة المقابلة للصفحة التى كان يقرأ فيها.
هل «زكريا يونس» و«يوسف الرفاعى» شخصيات حقيقية أم ترمز بشكل عام إلى ضباط الشرطة؟
- «زكريا» و«يوسف» من الشخصيات الحقيقية ولكن ليس بنسبة 100%، حيث أضفنا لهما خطوطاً درامية، لأنهما مجرد استنساخ لنماذج عدّة من ضباط لديهم أسر، وبالرغم من ذلك هم معرضون للخطر بشكل يومى، ويضحون بأنفسهم من أجل سلامة الوطن.
هناك «كيميا» واضحة بين كريم عبدالعزيز وأحمد مكى فى المسلسل.. هل الكتابة كان لها دور فى ذلك؟
- عندما بدأت فى كتابة أحداث المسلسل لم أكن أعلم أن «كريم» و«مكى» مرشحان للبطولة، فكنت أكتب لبطلين أساسيين، ولكن بعد التعاقد معهما بدأت الكتابة تتضح بصورة أكبر، وتضافرت الجهود بصورة كبيرة من قبَل صنّاع العمل حتى يظهر المسلسل بتلك الصورة، منهم المخرج بيتر ميمى، ومهندس الديكور أحمد فايز، والمونتير أحمد حمدى، والمنتج الفنى فتحى إسماعيل، ومدير التصوير حسين عسر، بالإضافة إلى موسيقى خالد الكمار.
كيف رأيت التعاون بينهما على الشاشة؟
- أنا من محبى كريم عبدالعزيز وأحمد مكى، على المستوى الشخصى، وكنت أتمنى العمل معهما منذ فترة، وفى الحقيقة بعدما عملت معهما أعجبت بشخصيتيهما بصورة أكبر، فهما نجمان كبيران، والنقاشات معهما كانت مُثمرة، قدما دوريهما بأفضل مما أتخيل، والصداقة بينهما واضحة على الشاشة، وفخور بالتعاون معهما.
الخط الرومانسي بين «مكى وأسماء» لمس قلوب المشاهدين
حظى الخط الرومانسى بين «يوسف» و«عليا» باهتمام قطاع كبير من المشاهدين، هل تعمّدت إضافة لمحة رومانسية بجانب المحتوى السياسى للتخفيف من وطأة الأحداث؟
- أنا سعيد برد فعل الجمهور على قصة الحب بين «يوسف» و«عليا»، فأنا كنت متعمداً أن نتحدث عن الجوانب الاجتماعية والإنسانية للضباط، لأنهم فى النهاية أشخاص لديهم أسر ومشكلات اجتماعية ويتعرضون لمخاطر يومية، ورغم أن القصة من وحى خيالى فإننى كنت على يقين من أننا سوف نجد قصصاً كثيرة تشبهها بسبب طبيعة عمل رجال الشرطة التى تعرّض حياتهم للخطر باستمرار وخوف عائلاتهم من رحيلهم، لذا بنيت قصة الحب من هذا الأساس.
خلال الأحداث تم طرح أفكار الجماعات الإرهابية بمختلف اتجاهاتها.. كيف عملت على هذا الجانب؟
- حرصت على قراءة أشياء كثيرة لها علاقة بالفكر التكفيرى، والردود عليها، ومتابعة فيديوهات كثيرة، والاطلاع على التغطيات الصحفية خلال السبع سنوات الماضية، وبالتأكيد هذا كوّن لدى مخزوناً كبيراً عن تعاملاتهم وتفكيرهم، بالإضافة إلى أن الشخصيات الإرهابية الموجودة فى المسلسل حقيقية، منهم «هارون» الشاب المتعلم المثقف، وشخصية أخرى مثل «همام عطية»، وكان يشغلنى إبراز هذا الاختلاف من خلال الأحداث.
لم نخطط لوفاة هادي الجيار بالسيناريو
ظهور الفنان هادى الجيار ضمن أحداث المسلسل بعد رحيله أثار مشاعر المشاهدين، ما كواليس مشاركته فى العمل؟
- كان خبر وفاة الفنان هادى الجيار قبل بداية شهر رمضان محزناً لنا جميعاً، ولم يكن من المخطط وفاة الفنان هادى الجيار فى السيناريو، ولكن من حسن الحظ أنه انتهى من تصوير 80% من مشاهده بالمسلسل قبل وفاته، ولم تتم الاستعانة ببديل تقديراً لجهوده ودوره، وقد تم إهداء العمل لروحه فى الحلقات الأولى.
مشهد دعاء الأم
كتبت المشهد فى آخر الحلقة الـ11، والذى يتمثل فى أم تدعو لابنها الضابط قبل مشاركته فى عملية جديدة، فيطلب «يوسف» من زميله أن يفتح السماعة الخارجية من الهاتف المحمول كنوع من أنواع التشجيع، وأُعجب بيتر ميمى بالمشهد، وجلس مع أحد أصدقائه الضباط، فقال له أنا لدىّ رسائل صوتية من والدتى، أقوم بتشغيلها قبل أى عملية، وقرر بالفعل أن يضم صوتها الحقيقى للمسلسل، فهى كلمات دعاء من أم حقيقية وصادقة، لمستنى ولمست قلب الجمهور.