كل الاختراعات التي عرفتها البشرية حتى الآن، كان أساسها حاجة ما، دفعت الإنسان إلى البحث عن طريقة أو أداة يسد ويشبع بها تلك الحاجة، فخرجت الاختراعات، وهو ما حدث مع منى حسن خريجة الفنون الجميلة، التي ذهبت بها حاجتها في عملها كمصورة لبعض الأشياء الصغيرة، التي تستخدمها في صناعة قصصها المصورة، إلى احتراف فن المصغرات والمنمنمات، الذي قدمت من خلاله منتجات فنية أعجبت الكثيرون، لدرجة جعلتهم يقدمون على شرائها، وهو ما دفعها لاتخاذ من هذا الفن عملا لها، إلى جانب عملها كمصورة.
قصة ابنة محافظة السويس مع فن المصغرات، بدأت معها حين كانت تحتاج إلى عناصر صغيرة كثيرة تقوم بجمعها وصناعة قصصها المصورة وأعمالها الفنية بالتصوير، باستخدام تلك العناصر، ومع صعوبة الحصول على تلك العناصر، أدركت أنه جاء الوقت لتصنع تلك العناصر بنفسها، حتى تستيطع أن تنفذ كل أفكار القصص التي تخطر على بالها، حيث تقول «منى» في بداية حديثها مع «الوطن»: «مع الوقت حبيت أن أعمل عناصر مصغرة خاصة بيا عشان أقدر أنفذ كل الأفكار، اللي ببقى محتاجة أصورها».
كورس المصغرات
وأمام هذه الرغبة في تعلم المصغرات، قادت الصدفة خريجة الفنون الجميلة إلى كورس للتعلم هذا الفن بشكل احترافي، وهو ما ترى فيه أنه كان خطوتها الفعلية الأولى نحو هذا الفن، مضيفة: «من وقتها وبدأت أتطور من نفسي وشغلي بالمصغرات بشكل كبير، ومش بس كدا كنت بطور من الخامات اللي بستخدمها كمان، وده ظهر بشكل واضح على جودة صناعة التصميمات اللي بعملها».
صديقتان
وسط تلك الرحلة مع المصغرات، كان لصديقتين لـ«منى»، دور كبير وفعال في مساعدتها على الوصول إلى هذا المستوى الإحترافي مع هذا الفن، حيث كانت الأولى تدعمها بشكل كبير نحو هذا الأمر بسبب معرفتها بشغفها بفن المصغرات، أما الثانية فكانت تساعدها بعمليات البحث المختلفة التي تقوم بها، بحثا عن الخامات التي تستخدمها في صناعة مصغراتها، متابعة: «ومش بس دول كذا حد من أصدقائي كانوا بيدعموني».
صعوبات
الوقت الذي بدأت فيه خريجة الفنون الجميلة مع المصغرات لم يكن معروف ومنتشر مثل الآن، وهو ما شكل صعوبة أمامها في بداية رحلتها معه، كاشفة أنها تغلبت على هذا الأمر عبر محاولات عدة منها في نشر هذا الفن بطريقة مختلفة تعتمد على أن يكون فن المصغرات قريب للناس وتستخدم منتجاته، كما أنها واجهت صعوبة كذلك على مستوى البحث عن الخامات وتجربتها، لكن مع الوقت تغلبت على تلك الصعوبة بفضل الخبرة التي اكتسبتها من تجاربها الكثيرة مع المصغرات.
نمنومة
وبعد أن وصلت «منى» لهذا المستوى مع فن المصغرات، بدأت مشروعها الذي تسميها «نمنونة»، والتي بنيته على شعار بأن الجمال يكمن في التفاصيل الصغيرة، لتجعل من منتجات فن المصغرات قريبة للناس وفي كل تفاصيل حياتهم اليومية، حيث توضح في نهاية حديثها مع «الوطن»: «عن طريق أنه يكون موجود فى قطع اكسسورات بيتم استخدامها او كقطع ديكور وتكون ليها استخدام وأنه يشبه روح الاشخاص المصنوعه من أجلهم القطع الفنية».
تعليقات الفيسبوك