«سلطان العاشقين».. علي جمعة يكشف سر عدم مدح ابن الفارض للنبي
الشيخ علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن عمر بن الفارض هو سلطان العاشقين بالرغم من أنه لم يمدح، وسلك طريق الزهد والتصوف منذ صباه فكان دائما ما يخلو إلى نفسه في وادي المستضعفين بجبل المقطع قبل أن يخبره شيخه ضرورة الرحيل إلى مكة حتى يفتح الله بصيرته.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال لقاء ببرنامج «مصر أرض الصالحين»، المذاع على شاشة التلفزيون المصري، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل: «فسر عدم مدحه للنبي بأن الله كفانا مدحه»، لافتًا إلى أنه حُبب إليه الاعتزال، لكنه قبلها سلك طريق الشعر وأعلن الحب مذهبا، وقال إن المحبة هي سر الخلق وسبب الوجود، وكان حبه للعزلة فرصة للتأمل والتفكر وكان في نفس الوقت منبعا له لمعظم أشعاره».
وتابع، أن ابن الفارض أصوله ترجع إلى سوريا، ووُلد في حماة وانتقل بعد ذلك إلى القاهرة، ودرس العلوم وتأثر بالمذهب الشافعي وأخذ عن علماء عصره هذا المذهب، وقرأ الحديث على رجل كبير من محدثي الزمان الأكابر وهو ابن عساكر الدمشقي، وهو صاحب تاريخ دمشق، فكان تحفة زمانه على غرار ابن حجر العسقلاني، فدرس الحديث عليه.
وأردف، أن ابن الفارض اشتغل باللغة والأدب فكان رقيق القلب وأصبح شاعرًا مجيدًا ولم يترك ورائه إلا ديوان، لافتا إلى أنه اشتغل بالعلم والعبادة والأدب والشعر إلى أن حدث له ذلك الحال الذي يسمى بـ«العشق الإلهي»: «ذلك الحب عندما يتملك الإنسان لا يجب أن نقيسه على غيره، وعندها يكون شخصا فريدا لأن الحب نادر، وبخاصة عندما يكون لله سبحانه وتعالى، فهذا فيه نوع من أنواع الخصوصية التي نراها في شعره وكلامه وحياته، ثم بعد ذلك التقى بأحد الأولياء وكان اسمه أبو الحسن البقال وقال له يا بني لا يُفتح عليك إلا في مكة فسافر إلى مكة في غير وقت الحج، وعندما أتى وقت الحج أدى فريضة الحج، ثم اعتزل في وادٍ لـ15 سنة».