صحيح أن أهداف محمد النني، لاعب أرسنال الإنجليزي ومنتخب مصر، ليست بالكثيرة سواء مع ناديه أو منتخب بلاده، وذلك كونه لاعب وسط مدافع وظيفته داخل أرضية ميدان المباريات إفساد هجمات خصوم فريقه، إلى جانب مساعدة زملاؤه في الاستحواذ على كرة بين أقدامهم لأطول وقت ممكن خلال كل مباراة، إلا أن الذي شاهد تلك الأهداف سيلاحظ بكل سهولة أنه ينظر إلى السماء بعد كل هدف شاكرًا الله سبحانه وتعالى على توفيقه وعلى تلك الهدية.
والمتابع أيضًا لمسيرة «النني» منذ خروجه من نادي المقاولون العرب، إلى نادي بازل السويسري في بداية مسيرته الاحترافية، سيلاحظ أن القدر ينصف «النني» دائمًا، حينما يتعرض لهجوم كبير، وكأن الله سبحانه وتعالي يكافئه على اجتهاده أولًا وعلى مقابلته هذا الهجوم ثانيًا، وهو ما يتضح بشدة خلال المشاهد الآتية.
تصريح ميدو
خلال تواجد النني بصوف بازل السويسري، أكد حينها أحمد حسام ميدو لاعب الزمالك وتوتنهام السابق، إن النني لا يتمتع بالجودة الكافية ليكمل مشواره الاحترافي مثل زميله محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، لهذا توقع أن لا ينتقل إلى أي أندية الدوريات الخمس الكبرى، وأن يعود إلى مصر بعد تجربة بازل، لكن لعب القدر لعبته أمام هذا التصريح، وانتقل النني بعد فترة قصيرة إلى صفوف نادي الأرسنال الإنجليزي أحد أكبر الأندية بالدوري رقم واحد في أوربا والعالم.
وحينما سئل النني عن تعليقه على هذه التصريحات بعد انتقاله إلى العملاق الإنجليزي، أكد أنه يحترم كل الآراء ويتقبل كل النقد ولن يرد عليه بأي إساءة، وهو ما جعل ميدو يخرج بعد ذلك ويعترف أنه كان مخطأ بحق تقييمه للنني وجودته كلاعب وسط.
طريقة كوبر
كان النني أحد أبرز عناصر تشكيلة الأرجنتيني هيكتور كوبر الأساسية دائما خلال الفترة التي تولي فيها تدريب منتخب مصر، ولكنه كان أيضًا اللاعب الأول الذي يهاجمه الجمهور وينتقده بشدة بعد كل مباراة للمنتخب القومي أيًا كانت النتيجة، سواء فاز المنتخب أو خسر أو تعادل.
وذروة هذا الهجوم تلقاه النني خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017، لكنه قابل هذا الهجوم أيضًا بصمت كبير ودون أي أساءة لمن يهاجمونه، ليكافأه الله سبحانه وتعالى على ذلك وتنصفه السماء مجددًا، وتهديه الهدف الوحيد الذي أحرزه المنتخب خلال نهائي تلك البطولة أمام منتخب الكاميرون، الذي توج في نهاية تلك المباراة بطلًا بكأس البطولة بعدما عوض تأخره بهدف بتسجيل هدفين.
عدم اقتناع أوناي إيمري
أرسين فينجر، المدرب الأسطوري لنادي أرسنال، كان المدير الفني للفريق الذي أقنع النادي الإنجليزي بضرورة استقدام النني، وهو ما تم بالفعل وقدم معه النني أداء أكثر من جيد، خصوصًا خلال أول 6 أشهر بعد تعاقده.
لكن لم يمر وقت طويل ورحل فينجر بسبب سوئ نتائج الفريق، واستقدمت إدارة النادي الإنجليزي أوناي إيميري لتدريب الفريق، الذي لم يكن مقتنعًا بأي شكل باللاعب المصري، وجعله حبيسًا لدكة البدلاء، وأجبره على الخروج في إعارة لنادي بشكتاش التركي.
وجاء هنا القدر من جديد وتدخلت السماء لإنقاذ النني، ليرحل أوناي إيمري عن التدريب الفريق بعد أقل من عام ونصف فقط، وتستعين إدارة الفريق بمدرب مؤقت لمدة شهر، قبل أن تنجح في التعاقد مع ميكيل أرتيتا كمدير فني للفريق، والذي سبق وأن زامل النني كلاعب قبل اعتزاله، ويعرف جيدًا إمكاناته الفنية، لهذا كان حريصًا على استقدم اللاعب المصري إلى الفريق بعد نهاية إعارته وعدم عرضه للبيع.
ليس هذا فقط بل اعتمد «أرتيتا» على النني كأحد عناصر تشكيلته الرئيسية، بغالبية المباريات التي خاضها الفريق تحت إدارة مدربها الشاب حتى الآن، وآخرهم كانت المباراة التي خاضها أمام تشيلسي الإنجليزي ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي ظهر النني بها أساسيا طيلة عمر اللقاء حتى صافرة نهايته، والتي جاءت لتعلن فوز أرسنال بهدف نظيف.
رد أرسنال المفحم
ويحرص دائمًا النني على إظهار دعمه لكل الدول العربية الشقيقة والشعوب المسلمة، ولهذا كان من أوائل نجوم الرياضة على مستوى العالم، الذين أظهروا دعمًا صريحًا واوضحًا للشعب الفلسطيني الشقيق في أزمته مع الكيان المحتل، وهو ما أغضب عددًا كبيرًا من داعمي الكيان المحتل، وطالب أحدهم النادي الإنجليزي بمعاقبة النني، وإجباره على وقف دعمه لفلسطين وشعبها، ليتدخل القدر من جديد ويقف في صف النني ويرد ناديه الإنجليزي بشكل مفحم، ببيان يؤكد فيه أن لاعبهم له مطلق الحرية في التعبير عن أرائه عبر قنوات تواصل الاجتماعية المختلفة كيفما يشاء.
تعليقات الفيسبوك