على الرغم من مرور سنوات عديدة على إعلان قيام الكيان الإسرائيلي، إلا أن هناك العديد من الكواليس التي تقف خلف اختيار اليهود فلسطين وطنا لهم، بعدما عاشوا مشتتين لسنوات في الأرض دون أن يكون لهم وطن قومي، لما عرف عنهم من الغدر الشديد، الأمر الذي كان سببا في قيام الإمبراطور الروماني تيتوس بتدمير الهيكل الخاص بهم وطردهم، ليلقوا مصير الشتات في الأرض بحسب الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، والذي يؤكد في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن اليهود عُرفوا دائما بالغدر، الأمر الذي جعلهم مكروهين في جميع الأماكن التي أقاموا بها، ما جعلهم يشعرون بالاضطهاد.
شتات لسنوات انتهى بوطن بديل
بعد سنوات من الشتات، جاءت لحظة حاسمة استغلها المحتل الغاشم بأسلوب خداعي، كي يضمن أن ينصاع له العالم في قراره، بعدما ذهب تيودور هرتزل «يهودي وكان يعيش في ألمانيا» إلى أحد الأندية، وطلب الاشتراك ودفع الرسوم بالفعل، ولكن إدارة النادي رفضت ذلك الأمر وبررت ذلك بأنه لا مكان لليهود وسط الألمان: «استغل اللي حصل، وألف كتاب اسمه دولة إسرائيل، وكان بيخطط من خلاله لإنشاء وطن قومي لليهود، وذاع صيت الكتاب في كل مكان».
البحث عن وطن
داخل أحياء صغيرة عاش اليهود، استقلوا عن الجميع لأنهم كانوا ذوي طباع سيئة لا ترقى للتعامل، إلى حد جعلهم يحرمون الربا بينهم ويحللونه مع الغرباء، ما جعلهم بمثابة ورم سرطاني في جسد كل أمة عاشوا بها: «بعد صدور الكتاب بسنة واحدة فقط يعني تحديدا في 1897 انعقد مؤتمر لمناقشة فكرة الكتاب، والبحث عن مكان لليهود، يكون وطنا قوميا لهم بغض النظر عن كيفية الانتقال ولا حتى مشروعية الموضوع، حضر مندوبون لهم من كل دول العالم».
لم يتم التفكير حينها في دولة فلسطين ولكن كانت هناك العديد من المقترحات والتي كان على رأسها أوغندا وكذلك الأرجنتين، ولكن مع زيادة وتيرة الأحداث العالمية واشتداد الصراع بين دول العالم خلال أحداث الحرب العالمية الأولى، أرادت بريطانيا أن تكسب ود أمريكا وتشجعها على دخول الحرب، من خلال اللعب على نغمة تأسيس وطن قومي لليهود: «بريطانيا فرضت الوصاية على فلسطين ومن هنا بعث بلفور وزير خارجية بريطانيا وقتها، خطاب ودي لرئيس الطائفة اليهودية علشان يبشره بقرب إعلان دولة لهم».
اختار اليهود فلسطين بعد التسهيلات العديدة التي قدمتها بريطانيا في بداية الأمر، حتى أعلنوا قيام دولتهم المزعومة على أرض فلسطين.
تعليقات الفيسبوك