سيرة عطرة وحسن خاتمة.. حكاية 4 ضباط خطفهم الموت خلال تأدية الواجب
الضابط الراحل حسن سليمان
توجّه الضابط حسن جمال سليمان، ابن مدينة طوخ بالقليوبية، أمس السبت 22 مايو، إلى عمله بمباحث المرور، حيث تمّ تعيينه للخدمة الأمنية بشارع 26 يوليو بوسط القاهرة، كان مبتهجًا بفوز فريقه الأهلي وتأهله لنصف نهائي بطولة أفريقيا في المباراة التي انتهت بحلول الخامسة من مساء أمس، إلا أن القدر خطّ نهاية مباغتة وموجعة لقلوب أسرته ومحبيه وزملائه، فمات خلال تأدية عمله بشارع 26 يوليو.
لم يكن «حسن» الأول بل سبقه ضباط آخرين رحلوا فجأة في أثناء تأدية عملهم، وأحدثت وفاتهم حالة من الألم والأسى لدى من تعامل معهم سواء كانوا زملاء عمل أو مواطنين، بسبب الميتة المفاجئة، فضلًا عما كانوا يتمتعون به من دماثة خلق والمواقف الإنسانية لبعضهم والتي جعلتهم حديثًا لمواقع التواصل، كما أنَّ صورهم المنتشرة لهم تحمل ابتسامات تجعل مرارة الفراق أعظم.
النقيب محمد محمود عرابي
كانت الساعة تُشير إلى الثانية من صباح السبت 9 يناير 2021، حين كان الضابط يستعد ليوم عمل جديد، حتى زاره الموت، وهو لم يتمم الـ 25 من عمره، إثر أزمة مفاجئة، وتسببت وفاة هذا الضابط الشاب في حالة من الحزن الشديد، كونه معروف باسم «منقذ طفل مدينة نصر الجائع»، وهي الواقعة التي حدثت في مطلع سبتمبر 2019، حينما رأى تاجرا يطارد طفلا في أحد شوارع مدينة نصر، وتحدث إلى التاجر الذي أخبره أن الطفل سرق طعاما منه، فما كان منه إلا أن أعطاه ثمن الطعام، وهو الموقف الذي تداوله عشرات الآف على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثنوا عليه.
الرائد محمود يوسف
بينما كان الرائد محمود يوسف، رئيس قسم الجوازات بقسم شرطة مدينة نصرالسابق، يمارس عمله بشكل طبيعي، يوم 11 مارس العام الماضي، تعرض لأزمة قلبية مفاجئة، ولفظ أنفاسه الأخيرة في أثناء تأديه عمله داخل ديوان القسم، وحدثت وفاته قبل 7 أيام فقط من عيد ميلاده الـ37.
وتخرج يوسف في كلية الشرطة عام 2005، وخدم في عدة قطاعات بوزارة الداخلية، حتى انتقل مؤخرًا لقطاع الجوازات، وتولى رئيس قسم الجوازات بمدينة نصر، وتوفي برتبة رائد.
النقيب مصطفى خليل
«يا عالم السر منا لا تهتك الستر عنا وعافنا واعف عنا، وكن لنا حيث كنا».. كانت هذه آخر عبارة كتبها الضابط الشاب الراحل مصطفى خليل، معاون مباحث كرادسة السابق، والذي وافته المنية، مساء يوم 1 مايو الجاري، داخل ديوان المركز، كتبها وكأنه يدعو لنفسه وينعاها، وبعد أيام من وفاته لحق به والده والذي يصارع المرض داخل إحدى المستشفيات.
العميد عمرو الدمرداش
كان العميد الدمرداش ضاحكًا بشوش الوجه، نال محبة «الصعايدة» حين خدم في قنا و«الإسكندرانية» حيث خدم في مديرية أمن الاسكندرية، وتحديدًا فى في فرقة العطارين.. حان موعد أذن العشاء هرول إلى المسجد كعادته لكن هذه المرة كان يهرول إلى قدر الله، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو ساجد بمسجد مديرية أمن الإسكندرية، وحاول عدد من المتواجدين نقله إلى أحد المستشفيات لكنه توفي، ونعى عشرات الالآف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الفقيد، والذين أثنوا عليه وعلى حسن خاتمته التي فاز بها.