سعرات انتقامية وجنون لحظي.. لماذا قتلت «سيدة إمبابة» زوجها بوحشية؟
رئيس جنايات القاهرة: لا مبرر للقتل.. وأسبابها لا تخفف الحكم
جثة _ ارشيفية
«جثة بلا رأس».. أشلاء آدمية عثر عليها أهالي حي إمبابة الشعبي بالجيزة، الجثة لم تكن معلومة لكنها تدل عن إجرام زائد ووحشية في القتل والانتقام.. انتقلت الشرطة إلى هناك، وبدأت فى تحديد هوية الجثة، ناقشت الزوجة والابن، وفي غضون ساعات قليلة، ألمّ ضباط المباحث بالواقعة عن بكرة أبيها، فالأم قتلت زوجها، والابن حمل جثة أبيه إلى مكان ليس ببعيد عن مسكنهم.
الجهود المضنية ليس لسحب اعتراف كان جاهزا على لسان الزوجة، وإنما كان البحث عن إجابة لسؤال: «راس جوزك فين»، استدعت الإجابة على هذا السؤال الاستعانة بهيئة النظافة، لمعرفة أماكن تفريغ القمامة، فاعترفت الزوجة بفصل الرأس وإلقاءها في أحد صناديق القمامة، الجريمة انتهت والنيابة اتخذت قرارها في الواقعة بحبس الزوجة، لكن ما وراء الجريمة ودوافعها وسلوك الزوجة، كان يستوجب البحث والتفسير، من الجانب النفسي فضلا عن ملابسات الحادث نفسه.
معاشرة محرمة
الزوجة قالت إن زوجها أرغمها عدة مرات على معاشرته بطريق حرّمه الدين وترفضه الآداب، لكنها كانت تأبى الانصياع له، فيتمثل رد فعله في التعدي عليها ضربا وسبّا، وتكرر الأمر كثيرا، فضلا عن اعتياده تعاطي الحبوب المقوية بشراهة وإفراط، حتى بات عاجزا عن كبح جماح رغباته، وباتت هي عاجزة أيضا عن تنفيذ ما يريد.
قرار بالقتل
يقول الأستاذ الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الزوجة في حالة كهذه، تكون وصلت إلى «مرحلة عظمى في السعرات الانتقامية»، كونها عانت من قهر وظلم لفترة طويلة، وقامت بعملية «تفريغ»، وهو ما يتضح جليا من تصرف الزوجة المتهمة، حيث أوضحت التحريات والتحقيقات أنها استغلت نوم زوجها وطعنته بسكين، ثم فصلت رأسه عن جسده، وأتبعت ذلك بقطع عضوه الذكري، ثم استعانت بنجلها وألقيا الجثة في مكانين مختلفين لتجميع القمامة.
شبرامنت
انطلقت مأمورية من الشرطة إلى مكان تجميع القمامة بشبرامنت، وبدأ البحث عن الرأس -بعد اعتراف الزوجة- حتى تم العثور عليها هناك.
تحليل نفسي
يتابع «فرويز» الذي استطلعت «الوطن» تفسيره في الجريمة، بقوله إن الزوجة حال كانت ذا تاريخ مرضي مع المواد المخدرة أو سوابق جنائية، فيكون التفسير هنا أنها مضطربة وتحت ضغط شديد، أما وإن كانت المرة الأولى التي تتعرض فيها لهكذا موقف، فإنها تكون أجرت عملية «تفريغ» نتيجة ما تعرضت له.
تأثير الدم
وأوضح «فرويز»، أن الزوجة كانت تحت تأثير الدم، وذلك بعد وصولها لأقصى مراحل السعرات الانتقامية، حيث تزيد من حدة وعدد ضرباتها تحت تأثير الدم، بعد رؤيته يسيل أمامها، وتكون في هذه اللحظة، مسؤولة عن تصرفاتها، وتدخل مرحلة تُسمى «العقل المجنون اللحظي».
تمثيل الجريمة
ومثّلت الزوجة المتهمة جريمة قتل زوجها، فجر اليوم، بحضور النيابة العامة وتحت حراسة أمنية مشددة، حيث جرت المعاينة التصويرية التي حاكت فيها المتهمة خطوات جريمتها، وصدر القرار بحبسها.
العقوبة
المستشار حسن حسنين، رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق، قال لـ«الوطن»، إن الزوجة المتهمة في هذا الحادث رتّبت نفسها جيدا لإرتكاب الجريمة، فضلا عن توافر ظرف سبق الإصرار فيها.
وأكد أن العقوبة المقررة لها، تكون من المؤبد إلى الإعدام شنقا، مشيرا إلى أن المبررات التي أدلت بها خلال اعترافاتها لا تبرر القتل، ولا تخفف الحكم.