لم ينته الرعب والفزع فى العالم من متحورات فيروس كورونا، حتى بدأت وسائل الإعلام تتلقى استغاثات من الهند بنذير وباء يضرب بعض ولاياتها هو «الفطر الأسود»، ورغم قِدم هذا المرض ومعرفته لدى الجهاز الصحى، إلا أننا لم نسمع عنه بشكل شائع! مما أثار الفزع بين المواطنين لخطورة الأعراض التى يُسبّبها انتهاءً بإزالة أجزاء حيوية من الوجه، لكن لماذا الفطر الأسود هو الذى بدأ فى الانتشار ضمن كوارث الجائحة التى دمّرت الحياة والإنسانية؟! ولماذا تقتصر الإجابة على أن ضعاف المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة به؟! رغم أن هناك عشرات الآلاف من البشر الذين يعانون من ضعف المناعة أو انعدامها لأسباب كثيرة، منها عمليات زرع الأعضاء، التى تحتاج إلى مثبطات المناعة مدى الحياة، حتى لا يرفض الجسم العضو المزروع فيه، ومنها نقص المناعة لدى من أصيبوا بالأمراض الخطيرة كالسرطان والإيدز، ورغم ذلك لم تفتح أبواب التحذيرات والمخاوف أمام هذا المرض الخطير فى أى مرحلة سابقة إلا فى وجود وباء كورونا!
أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة يحصلون على مثبطات المناعة والكورتيزون اللذين اتفق الخبراء على أنهما أكثر عوامل الانتهازية للإصابة بالفطر الأسود! ورغم أن الكورتيزون يؤخذ فى حالات مرضية كثيرة، لكن لم يسبق، أو على الأقل لم نسمع عن حالات اختراق الفطر الأسود المميت مراحل العلاج لهؤلاء الأشخاص، الذين أجبرتهم ظروفهم الصحية على الوقوع فى شرك ضعف المناعة، وتناول أدوية آثارها الجانبية لا تقل خطورة عن المرض نفسه! فلماذا الآن؟! أعتقد أنه سؤال الساعة المحير للكثيرين الذين يرفضون الاقتناع بما يأتى من تبريرات على لسان المسئولين فى وزارة الصحة، أو حتى أطباء المناعة والأوبئة، لأنها تتشابه ولا تضيف أى جديد ولا تفسر ما هو قائم، سوى النفى المتواصل باقتران هذا الفطر وظهوره إلى العلن مع انتشار الإصابات بوباء كورونا أو المرضى المتعافين منه.
نحن كبشر أرهقتنا الجائحة وأثّرت على حياتنا، فى ظل الظروف الغامضة التى ينتشر بها الفيروس، وطبيعة التحورات والسلالات تثير مخاوف العلماء من فقدان السيطرة عليه، والعودة إلى السؤال الأول منذ ظهور الجائحة وانتشارها فى العالم حول منشأ الفيروس؟ ومن الوسيط الذى نقله إلى الإنسان؟ كنا نستبعد نظرية المؤامرة، لكن ما يحدث من تداعيات لم تمر بها البشرية منذ ضربت الإنفلونزا الإسبانية العالم فى القرن الماضى، ومع كل التقدم فى البحث العلمى والتكنولوجى، فإن فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19 بات لغزاً محيراً، وهناك شكوك بدأت تتناقلها وسائل الإعلام على ألسنة علماء وخبراء بإمكانية تسرب الفيروس من «مختبر ووهان»، وحسب العلماء فإن الصفة التشريحية للفيروس تختلف كثيراً عن الجينيوم المعروف فى عائلة كورونا! وهذا يستوجب شفافية مطلقة من الصين لمعرفة منشئه الأول. وللمرة الأولى لا يستبعد مسئول فى منظمة الصحة العالمية هذه الفرضية. وحذر العلماء من إمكانية اجتياح العالم أوبئة جديدة على غرار كوفيد-19، (كوفيد-26، كوفيد-32) إذا لم يُعرف منشأ الفيروس. المهم الآن أن يتوصل العلماء إلى إجابة حاسمة ومقنعة حول منشأ كورونا، حتى لا تتكرر المأساة، وأخشى أن الصين بنظامها الشيوعى القمعى، لن تكون منصفة أو لديها شجاعة الاعتراف والكشف عن الحقيقة، فهى تعيش أزهى عصور الانتعاش الاقتصادى، وتتصدّر المركز الأول فى العالم من حيث الاستقرار فى القضاء على الجائحة، فى حين أن العالم كله يئن من توابعها!