«مناعة المصريين حديد».. موروث شعبي أحرجه كورونا: «اتعلمنا الدرس»
مصاب كورونا
«مناعة المصريين حديد ومعدتهم تاكل الزلط»، موروثات شعبية عن الصحة العامة للمصريين، تناقلتها الأجيال وصدقوها، وآمن الكثير منهم بها، إلى أن تحطمت هذه المعتقدات على صخرة وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، الذي اجتاح العالم، وأحرج معتقدات الشعب المصري فيما يخص مناعته الحديدية.
تحدث أطباء لـ«الوطن»، عن فكرة الموروث الثقافي بشأن مناعة المصريين، وكيف تأثر ذلك الاعتقاد بعد ظهور فيروس كورونا المستجد.
استشاري مناعة: طبيعة الجو عامل في قوة الصحة
وفي هذا الشأن، قالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري المناعة والتغذية، ورئيس قسم البكتريا في مستشفى جامعة القاهرة، إن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ بداية ظهور الجائحة في مصر معقولة، حيث إن مناعة الشعب المصري جيدة لعدة أسباب طبيعة، منها طبيعة الجو في مصر، والشمس الدافئة التي تحتوي على فيتامين د.
أخطاء أضعفت مناعة المصريين
وأضافت «عبدالوهاب»، أن أغلب الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا في مصر من الذي بعدوا عن الموروثات والعادات والتقاليد في الطعام، مثل أكل الخضار والسلطة والبصل الأخضر والثوم بجانب الفول، ولجأوا إلى أكلات دخيلة على ثقافتنا مثل الوجبات السريعة والمعجنات والسكريات.
عادات قوت مناعة المصريين
وأشارت استشاري المناعة والتغذية، ورئيس قسم البكتريا في مستشفى جامعة القاهرة، إلى أن عادات المصريين القديمة وخاصة في الأكل كانت تعمل على تقوية المناعة ضد الأمراض والأوبئة، بجانب أسلوب الحياة: «كنا بناكل اللي بنزرعه وكله طبيعي»، لافتة إلى أن الخلل الذي حدث على كل هذا أثر بالسلب على المناعة.
عز الدين: كورونا فوقنا من الغيبوبة
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أن الشعب المصري تلقى الدرس بعد ظهور فيروس هش ضرب معتقداته حول «المناعة الحديدية»، ولولا المبادرات الصحية الرئاسية على المسنين والسيدات والأطفال، والتي أظهرت انتشار الأمراض الوراثية والمزمنة، كانت ستستمر الغيبوبة المتوارثة منذ أجيال.
«معدة المصريين تاكل الزلط ومافيش حاجة تأثر فينا»، معتقدات خاطئة توارثها المصريين لعقود، والوضع الحالي خير دليل على ذلك، من زيادة أعداد الإصابات بكورونا وغيره من الأوبئة، وامتلاء المستشفيات بالحالات المصابة، حسبما ذكرت «عز الدين»: «الرؤية وضحت»، وهو ما جعل التركيز على الشق الوقائي أهم من العلاجي.