تتطلع الجماهير الليبية إلى المؤتمر الذى سيعقد فى العاصمة الألمانية برلين فى الأسبوع الأخير من يونيو الحالى لاستكمال مسار برلين الذى شهد تطوراً ملحوظاً بعد مشاركة مصر فى أعماله قبل عامين.. وتأتى أهمية هذا الاجتماع مع تصاعد حالة التوتر السياسى والعسكرى فى ليبيا على خلفية اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع عقدها فى ديسمبر القادم لتكون الخطوة الأخيرة لتحقيق الاستقرار بانتخاب برلمان ورئيس جديد بديلاً لحالة الانقسام الحالية.
والأخطر فى الأمر أن الميليشيات المسلحة من المرتزقة الأجانب التى جاءت بهم تركيا وحكومة السراج يرفضون الرحيل من ليبيا وقد تزايد عددهم إلى نحو 20 ألف مرتزق.. كما أن الميليشيات المحلية الليبية المسلحة التى ارتكبت جرائم بشعة ضد المدنيين ترفض حل نفسها وتسليم السلاح للحكومة.. وهؤلاء يزيد عددهم على 370 جماعة مسلحة. وقد نشطت فى الفترة الأخيرة عمليات إرهابية متنوعة تحاول تخويف الرئيس المنفى ورئيس الحكومة «الدبيبة» وقادة الحكومة الليبية المؤقتة حتى يؤجلوا الانتخابات القادمة!
ورصدنا محاولات غير مكتملة لحلحلة المشكلات القائمة عندما دعت المغرب د. عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبى، و«المشرى» رئيس المجلس الرئاسى المنتهى ولايته، لعقد اجتماع بالمغرب ولكنه فشل قبل أن يبدأ وأعلن «صالح» أنه لن يلتقى «المشرى» إلا فى ليبيا، ووجود الميليشيات الأجنبية مرفوض تماماً.. وفى ذات الأسبوع عاد وزير خارجية تركيا ليتحدث عن حق حكومة السراج المسيطر عليها من الإخوان الإرهابيين والمنتهية ولايتها فى عقد الاتفاقات!
ويبدو أنها محاولة مستميتة للإبقاء على المرتزقة الأجانب فى ليبيا بتسللهم إلى قوات الجيش أو الشرطة.. وهو ما فضحته احتفالات الكلية العسكرية فى طرابلس بتخريج دفعة جديدة وجدنا فيها عشرات الإرهابيين المسجلين وقد ارتدوا زى التخرج العسكرى! وهم الذين كفروا هذا الجيش وقتلوا أفراده من قبل!
وهو ما لم نره فى احتفالات النصر وتخريج دفعة جديدة من العسكريين والتى جرت فى بنغازى بحضور خليفة حفتر حيث يتكون الجيش الليبى من الليبيين فقط.
وما زال سفراء أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ومصر والمبعوث الأممى يتحدثون يومياً عن ضرورة خروج كل الميليشيات المسلحة من ليبيا بلا أية خطوات تنفيذية! حتى فتح الطريق الساحلى الدولى الذى يمثل أهم سمات توحد ليبيا وحرية التنقل فيها ما زال مغلقاً بتهديدات من الإرهابيين!
ندعو الله بالخير لليبيين الأشقاء.. والله غالب.