هل ينتقل جدري البقر للانسان عن طريق الحليب؟.. بعد ظهور أول حالة إصابة
هل ينتقل جدري البقر للإنسان عن طريق الحليب؟.. سؤال يتردد في أذهان كثيرين بعد رصد أول حالة إصابة بفيروس جدري البقر في بريطانيا لفتاة تبلغ من العمر 28 عاما، إثر انتقال فيروس جدري البقر إليها عبر قطتها الأليفة، لتعاني من أعراض بدأت بالتهاب في العين اليمنى، لتتطور بشكل حاد وسريع إلى إلتهاب وتعفن في أنسجة العين بعد فشل المضادات الحيوية والفيروسية في علاجها، ليكتشف الأطباء أن السبب فيما تعاني منه هو فيروس جدري البقر ويتم إجراء عملية جراحية لها وإنقاذ عينها.
وأصبح سؤال هل ينتقل جدري البقر للإنسان عن طريق الحليب؟ هو الأكثر بحثا بجانب ماهو طبيعة فيروس جدري البقر وأعراض انتقاله، ومدى خطورته وانتشاره.
وتجيب «الوطن» في تقريرها التالي عن سؤال هل ينتقل جدري البقر للإنسان عن طريق الحليب؟ وفقا للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية وموقع «historyofvaccines».
فيروس جدري البقر، هو أحد سلالات عائلة الفيروسات المعروفة باسم «orthopoxvirus»، التي كانت من أكثر الأمراض فتكًا التي عرفتها البشرية وتسببت في وفاة الملايين قبل القضاء عليها، ويُعتقد أنه كان موجودًا منذ 3000 عام على الأقل.
وحول سؤال هل ينتقل جدري البقر للإنسان عبر الحليب؟ فإنه ينتقل عبر القوارض، ويمكن للقطط أن تصاب بالعدوى عندما تقتل القوارض الحاملة لجدري البقر، لكن انتقال العدوى من القطط إلى البشر أمر نادر الحدوث.
وعن إجابة سؤال هل ينتقل جدري البقر للإنسان عبر الحليب؟ فالإجابة هي لا، حيث أن جدري البقر ينتقل من خلال لمس التقرحات الجلدية الموجودة على البقرة في حالة إصابتها به وأيضا في حالة لمس الجزء الخاص بالحليب إذا كانت الفيروس عليها شديدا، وليس اللبن نفسه، وبشكل عام فإن فيروس جدري البقر نادر للغاية ولم يتم تسجيل سوى حالات معدودة منه وموثقة رسميا، إذ إنه في عام 2018 تم رصد إصابة مزارع يبلغ من العمر 15 عاما بالإصابة بفيروس جدري البقر انتقل إليه من خلال تغذية العجول، ولكن لم يتم توثيقها رسميا.
اكتشف الطبيب الفيزيائي البريطاني، إدوارد جينر، أول حالة إصابة بفيروس جدري البقر في عام 1770، عندما رصد إصابة خادمات حلب الأبقار لديه بآفات على أيديهن، بالإضافة إلى ذكر مزارع في مذكراته للمرض.
ويعد إدوارد أول من درس وقدم تقريرًا عن آثار استخدام لقاح فيروس جدري البقر للوقاية من الجدري، بشكل عام، وكان هو من ساهم في تلقيح العالم ضد فيروس الجدري البشري المعروف.
فيروس جدري البقر ليس معديا بين البشر وبعضهم البعض، فهو من فئة «زونزتك» أي أمراض حيوانية المنشأ، وبالتالي فإنه ينتقل من الحيوان إلى البشر بشكل نادر، ولكنه لا ينتقل من شخص إلى آخر.
ولا يوجد علاج لفيروس جدري البقر حتى الآن، فالمرض نادر الحدوث، والاستجابة المناعية للإنسان كافية للسيطرة على العدوى من تلقاء نفسها، حيث تلتئم الآفات من تلقاء نفسها في غضون 6-12 أسبوعًا.
وغالبًا ما يترك المرضى ندوبًا في موقع آفات الجدري الملتئمة.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية خطة مكثفة للقضاء على فيروس الجدري في عام 1967، حيث تم إجراء التحصين والمراقبة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لعدة سنوات، وكانت آخر حالة طبيعية معروفة في الصومال في عام 1977، وفي عام 1980، أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على مرض الجدري - وهو المرض المعدي الوحيد الذي حقق هذا التمييز، والفضل في ذلك يعود إلى أول لقاح اخترعه «إدوارد».
تعليقات الفيسبوك