«مسلَّم»: مصر مستهدفة.. وقضية الوعي غائبة عن أجندة الحكومة.. وبعض النخبة ضللت الناس
جانب من فعاليات مؤتمر الإنجيلية لبناء الوعي
أكد الكاتب الصحفى محمود مسلّم، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، أن «الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في تقديم المعلومات وتحليلها، ولكنه ليس المحور الوحيد فى صناعة الوعى، فالإعلام يؤدى دور الإخبار، أما الوصول إلى التأثير وتغيير القناعات، فهذا دور قادة الرأى وأساتذة الجامعة ورجال الدين عبر الاتصال المباشر».
جاء ذلك خلال مشاركته فى الجلسة الأولى، حول «الإعلام وصناعة الوعى»، والثانية عن «الفن ودوره فى بناء الوعى»، فى اليوم الأخير، لفعاليات مؤتمر «المجتمع المدنى وبناء الوعى.. تحديات اللحظة الراهنة»، الذى نظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، واستمر 3 أيام بحضور نخبة من قادة الفكر، وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب والتنسيقية، ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، وقيادات الإعلام، وممثلى المجتمع المدنى، بإعلان التوصيات والنتائج.
وأضاف «مسلّم» أن «الإعلام رأيه فى قضية الوعى غير مؤثر مثل تأثير المؤسسات الدينية، خاصة أن السوشيال ميديا أصبحت أكثر تأثيراً على المجتمع»، مؤكدًا أن الإعلام جزء من منظومة بناء الوعى ولكنه لا يمثل دورًا كبيرًا كما يشير لذلك البعض، منوهاً بأن «المواطن يُحمل الإعلام دورًا أكبر من دوره، وأنه على الإعلام بناء وعى حقيقى وليس زائفًا».
وأشار رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ إلى أن «وسائل التواصل لعبت دورًا كبيرًا فى التشويش، وأصبح الإعلام يستقى أخباره من السوشيال ميديا لتتحول لأخبار»، مضيفاً أن مصر دولة مستهدفة من جماعات التشكيك، وأن هناك عمليات تشويه ممنهجة رغم قيام الإعلام بدوره، لافتاً إلى أن قضية الوعى غائبة عن أجندة الحكومة، ولا يوجد تنسيق بين المؤسسات الدينية فى قضية الوعى، وأن بعض النخبة ساهمت فى عدم وعى الناس وتضليلهم، حيث روجت فى وقت سابق عن الإخوان كحزب سياسى على خلاف ذلك، وكانوا يصورون حزب الوسط كحزب مدنى وهو غير صحيح، وأصبحنا نجد من يبيع الوهم عبر اللجان الإلكترونية لقيادة «التريند»، وهذا لا يمثل الرأى العام الحقيقى، فاللجان الإلكترونية لم تصبح مقتصرة على الأحزاب السياسية بل هناك شركات وأندية أصبح لديها لجان إلكترونية أيضًا.
وأضاف «مسلّم» أن «الإعلام رأيه فى قضية الوعى غير مؤثر مثل تأثير المؤسسات الدينية، خاصة أن السوشيال ميديا أصبحت أكثر تأثيراً على المجتمع»، مؤكدًا أن الإعلام جزء من منظومة بناء الوعى ولكنه لا يمثل دورًا كبيرًا كما يشير لذلك البعض، منوهاً بأن «المواطن يُحمل الإعلام دورًا أكبر من دوره، وأنه على الإعلام بناء وعى حقيقى وليس زائفًا».
وأوضح «مسلّم»: «أتمنى من المؤسسات الدينية أن تكون أكثر تنظيمًا لدعم الوعى بمجتمعنا، ولا يجب بناء الوعى على وعى زائف، إنما يجب أن يحدث ذلك على وعى حقيقى لبناء أجيال ناشئة ناضجة»، مشددًا على أن الدور الثقافى إلى حد ما غير موجود بدرجة كبيرة للقيام بقضية الوعى، وأن هناك حاجة إلى تكامل بين المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والجامعات والمدارس بخصوص الوعى، وضرورة دعم المؤسسات الثقافية فى بناء وعى المواطن المصرى، ذلك لأنها هى المؤسسة الأكثر تأثيرًا فى بناء الوعى المجتمعى.
توصيات مؤتمر «الإنجيلية» لمواجهة الوعي الزائف
وأوصى المؤتمر، فى ختام فعالياته أمس، بضرورة مواجهة الوعى الزائف الذى يؤثر سلباً على المجتمع، لأن هناك جماعات تحاول تزييف الوعى وتنسبه إلى تيارات سياسية هدامة، فضلاً عن التوصية بضرورة دعم الفن كمؤثر فعال فى بناء الوعى بالمجتمع بأعمال فنية هادفة تساهم فى تشكيل وعى الأفراد، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يتطلب وقتًا مثل عملية تغيير الثقافات بأى مجتمع يحتاج بعض الوقت حتى يحدث هذا التحول.
وأكد ضرورة دعم دور الإعلام فى بناء الوعى المجتمعى نظراً لتأثيره الفعال، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بالمضمون الهادف والمتطور، خاصة مع التوسع فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى كمنافس لوسائل الإعلام بالوقت الراهن، مشددًا على ضرورة تفعيل قوى الدولة الشاملة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى فى المساهمة ببناء الوعى المجتمعى لدوره المؤثر.
وافتتح القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، فعاليات المؤتمر، مساء الثلاثاء الماضى، بجلسة حملت عنوان «المجتمع المدنى وبناء الوعى».
أندريه زكى فى مؤتمر «الإنجيلية»: نشكر الدولة وقياداتها على جهودها فى مواجهة كورونا
وأعلن «زكى» أن منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية توقف عن فعالياته منذ فبراير 2020، بالتزامن مع انتشار كورونا، مع اقتصاره على اللقاءات الافتراضية «أون لاين»، مشيراً إلى أن الهيئة الإنجيلية لها دور مؤثر فى خدمة المجتمع، فى فترة انتشار الفيروس بـ800 موظف يعملون بالهيئة، و5 آلاف متطوع يبذلون جهودًا كبيرة لخدمة المجتمع.
وأوضح «زكى» أن الهيئة الإنجيلية شاركت كمؤسسة مجتمع مدنى فى المبادرات الرئاسية لخدمة المجتمع، وهذه المبادرات لعبت دوراً مهماً فى تنمية المجتمع، موجهًا رسالة إلى قيادات الدولة: «نشكر الدولة وقياداتها على جهودها فى مواجهة كورونا، وكانت لدينا مشاركة ملحوظة بكل المحافظات بالهيئة الإنجيلية».
فيما قال الدكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير «الأهرام»، رئيس مؤسسة «ميدياتوبيا»، إن الإعلام «أسهم فى صنع النخبة الخادعة المصنوعة، وهى نخبة السوشيال ميديا، وأوهمناهم أنهم استطاعوا التغيير وإسقاط النظام».
«محفوظ»: الإعلام أسهم فى إيجاد النخبة الخادعة المصنوعة
وأضاف «محفوظ»: هذه النخبة تسببت كثيراً بشكل سيئ فى الرأى العام»، متسائلاً: «هل هذه النخبة لديها ثقافة أو كفاءة فى التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، وهل لديها قدرة على تشكيل المواقف الشخصية، أو تغيير اتجاهات الجمهور، أو لديها قدرة على مواجهة اشتباكات الرأى، هل يمكن اتخاذها مثلاً أعلى، هل تصلح للتمثيل فى قضية ما».
وتابع: «هناك المؤثرون الطبيعيون، وهم لديهم سمات تفضيلية لدى الجمهور المستهدف، لديه خبرة فى مجال الانتشار، وهو لا يتصدى لملف غير متخصص فيه، ولديه مهارة ركوب التريند وصناعته، وهى نخبة مؤثرة وخطيرة ولديهم موهبة فى حشد التفاعل، ومواجهة الهجوم العكسى».
وضرب «محفوظ» مثالاً بأحمد الغندور «الدحيح»، قائلاً إنه من أكثر المؤثرين فى العالم، متابعاً: «بعد 2011 انهارت السلطة الأبوية وعزّزت السوشيال ميديا التوزيع غير العادل للفرص».