غدر الجيران.. تفاصيل مقتل طالب على يد شابين لسرقة هاتفه بالعاشر
المجني عليه
«ملحقش يفرح بالتليفون اللي اشتراه من عرق جبينه، قتلوه غدر بدون رحمة أو شفقة، معرفتش جثته غير من جسده، ضربوه على راسه ووجهه لحد ما أخفوا ملامحه»، بتلك الكلمات بدأ «هيثم الدسوقي»، عم الطالب «محمد السيد الدسوقي»، 16 سنة، الذي لقي مصرعه على يد اثنين من جيرانه، لسرقة هاتفه الآيفون في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، حديثه مع «الوطن»، حول واقعة مقتل ابن شقيقه.
وقال عم المجني عليه: "فوجئنا باختفاء محمد يوم الأحد الماضي، نحو الساعة الثالثة عصراً، حيث تأخر في العودة إلى المنزل، وبحثنا عنه لدى أقاربنا وزملائه دون جدوى".
وأضاف "قمنا بتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط الأماكن التي يتردد عليها، وتبين أن آخر ظهور له كان برفقة أحد المتهمين، وهو جاره بمنطقة سكنه"، مشيراً إلى عندما توجه إلى جاره لسؤاله عن ابن شقيقه، أنكر معرفة مكان تواجده، وعلل سبب ذلك بأنه كان برفقته ثم تركه.
وأشار عم الشاب المجني عليه إلى أن تحريات الشرطة توصلت إلى ثبوت تورط ذلك الشاب وآخر في قتل ابن شقيقه، متابعا "علمنا أن المتهمين استدرجا محمد، وقاما بالتعدي عليه بالضرب، مستخدمين حجر، لسرقة هاتفه الآيفون، وقد اعترفا بارتكاب الواقعة، وأن ابن شقيقي طلب منهما أن يتركاه من أجل أمه، وأنه سيعطيهما الهاتف، إلا أنهما أصرا على قتله".
وتوقف الرجل الخمسيني عن الحديث، بينما بدأت دموعه تتساقط من عينيه، قبل أن يكمل حديثه، قائلاً: "محمد كان ابني، ربيته منذ كان عمره 7 سنوات، بعد وفاة والده، وكان ضهري وسندي، ورغم صغر سنه، إلا أنه كان رجلاً بمعنى الكلمة، فمنذ طفولته، أصر على العمل معي في المحل الخاص بي، وعندما رفضت ذلك، أصر على طلبه، معللاً ذلك بأنه يريد أن يتحمل مسؤولية نفسه، ويوفر نفقات لوالدته، على الرغم أنها ليست بحاجة لهذه النفقات، ولكنه كان يريد أن يجعلها تشعر بأنه رجل، وأنه مثل والده".
وأوضح أن ابن شقيقه كان اشترى الهاتف الآيفون قبل 9 أيام فقط، بعدما جمع ثمنه من أجر عمله، وختم حديثه بالقول: "لم نكن نعلم أن الهاتف سيكون سبباً في مقتله، ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإن شاء الله يتم القصاص من قاتليه".
وتلقى اللواء إبراهيم عبدالغفار، مدير أمن الشرقية، إخطاراً أمس الأول الاثنين، يفيد بورود بلاغ إلى قسم شرطة أول العاشر من رمضان، باختفاء طالب يُدعى «محمد»، مقيم بالمجاورة 12 بمدينة العاشر من رمضان، وفي وقت لاحق تم العثور عليه مقتولاً، وجثته ملقاة بمنطقة زراعات.
وتوصلت جهود فريق البحث، الذي شكلته مديرية أمن الشرقية، لكشف غموض الواقعة، بإشراف اللواء أيمن مطر، حكمدار مديرية أمن الشرقية لقطاعي الجنوب والعاشر من رمضان، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شابين أقارب، أحدهما 19 سنة، والآخر 20 سنة، يقيمان بالمجاورة 12 بمدينة العاشر من رمضان، جيران المجني عليه.
وتبين أن المتهمين استدرجا المجني عليه إلى منطقة زراعية خالية من المارة، وحاولا سرقة هاتفه الآيفون، وما إن حاول مقاومتهما تعديا عليه بالضرب على رأسه باستخدام حجر، ما أدى إلى وفاته، وتم ضبطهما، وتحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واستكمال الإجراءات القانونية.