لم تتعافَ الهند من أوجاع الموجة الثانية التى سبّبها متحور «دلتا»، وظهر للمرة الأولى فى بلد المليار ونصف المليار، حتى بدأت تتداعى حالات مصابة بسلالة جديدة من فيروس كورونا أشد خطورة من متحور دلتا الذى أصاب مئات الآلاف من الهنود، وينتشر بسرعة أكثر من 60%، وكان أشد فتكاً من السلالة البريطانية المعروفة علمياً باسم متحور «ألفا» القادر على الانتشار بنسبة 40%.
فقد أعلنت الهند عن اكتشافها سلالة جديدة، معدية بشكل أكبر وتنتشر بسرعة فائقة، أطلق عليها «دلتا بلس» لم يعرفها العالم من قبل، هذا المتحور الجديد من كورونا يدق أجراس الخطر ويثير مخاوف منظمة الصحة العالمية من إمكانية فشل اللقاحات المعتمَدة فى احتوائه؟ وحذّرت المنظمة من أن احتمالات وصوله إلى عدد كبير من دول العالم باتت مؤكدة، بعد أن وصل متحور دلتا إلى أكثر من 92 دولة حتى الآن، وأضافت أن هذه السلالة ربما تنتشر بسرعة وتسيطر على الوضع الوبائى العالمى، ما لم يتم اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية بحزم. فماذا بعد؟!.
من الواضح أننا لن نتخلص بسهولة من فيروس كورونا كما كان الاعتقاد سابقاً، حين تم اكتشافه للمرة الأولى فى ووهان فى نهاية عام 2019. فهل يعنى هذا أننا أمام عملية لا تنتهى لاستعراض السلالات المتحورة المحسّنة التى تصبح السيطرة عليها أكثر صعوبة؟! أم أن هناك سقفاً لدرجة الخطورة التى يصل إليها الفيروس؟ يقول «إيريس كاتزوراكيس»، أحد العلماء الذين يدرسون تطور الفيروسات فى جامعة أكسفورد، إن هذا الفيروس فاجأ الخبراء! حيث أنتج تحورين: «ألفا ودلتا» خلال 18 شهراً، وكل واحد منهما ذو قدرة تزيد 50% على العدوى عن الذى سبقه.
وبناءً على ذلك، فإن العلماء غير متفائلين من ناحية وضع سقف لتطور الفيروس، فربما يطور قدرته على العدوى عدة مرات فى السنوات القادمة! لكن المؤكد أن السلالات الجديدة سريعة الانتشار تشكل كابوساً لدول العالم التى لم تحصل على اللقاحات، وتعيق سيطرتها على الوضع.
لقد عرفت سلالة دلتا لأول مرة فى أكتوبر الماضى مع ظهورها فى الهند، وأنهكت جهازها الصحى بسبب سرعة انتشار العدوى وازدياد معدل الإصابات، وما كاد متحور «دلتا» ينحسر، وبدأ عدد حالات «COVID-19» فى الانخفاض، حتى جذبت سلالة «دلتا» الجديدة، والمعروفة أيضاً باسم متغير Delta plus انتباه الناس، ووفقاً لمسئول فى الصحة الهندية فإن: «المتغير دلتا بلس» لم يظهر كثيراً فى الهند فى هذا الوقت من الزمن، ويعتقد أن التسلسلات الجينية هى فى الغالب من أوروبا وآسيا وأمريكا.
ويبدو أن متغير «دلتا بلس» نشأ بشكل مستقل، وسيكون أكثر انتشاراً، مما لوحظ فى البلدان ذات المراقبة الجينية المحدودة». الخطورة تكمن فى أن سلالة كورونا «دلتا بلس» التى ظهرت مؤخراً، تستطيع التهرّب من الأجسام المضادة، التى يصنعها الإنسان، حسب تقرير نشره موقع «إنديا توداى» الهندى، ووفق الموقع فحتى الآن لا توجد دراسة عن سلالة «دلتا بلس»، وتأثيره على التطعيم، لكن دراسة أخرى أشارت إلى أن اللقاحات قد لا تحمى الأشخاص حتى بعد الجرعة الثانية من سلالة كورونا «دلتا بلس»، فى حين قالت رسالة بحثية إن اللقاحات كانت فعالة بنسبة 79% بعد كلتا الجرعتين، وفى الوقت الحالى فإن سلالة دلتا هى الأكثر انتشاراً فى الهند، ولا يُعرف بعد مدى خطورة سلالة «كورونا بلس»، مقارنة بالسلالة السابقة، ولهذا لا بد اتخاذ ما يلزم لمنع انتشارها أكثر.