لعب القدر دوره وبدلاً من أن يُزف إلى عروسه بعد 30 يوماً، ألبسه أصدقائه «الكفن» وأوصلوه إلى مثواه الأخير، حيث توفى قبل يومين، تاركاً خلفه حزن دفين بقلوب عروسته وأسرته وأصحابه حتى أنهم لقبوه بـ «عريس الجنة»، بسبب استعداده للزواج وفرحته بزواجه.
توفى منذ يومين الشاب «حمادة» من أبناء قرية قمبش في محافظة بني سويف، وفي الفترات الأخيرة كان يستعد لزواجه بتجهيز منزل الزوجية وشراء كافة متطلباته واحتياجاته قبل الوفاة: «حمادة كان بيجهز نفسه عشان هيتجوز خلاص ومكنش فيه أي حاجة خالص وكان فرحان وعلاقته حلوة بخطيبته كمان، بس فجأة توفى ومصدقتش لما قالوا لي أن صاحبك مات، ودي كانت صدمة عمري لسه مفوقتش منها لحد دلوقتي»، بحسب عبده الحمزاوي، صديق المتوفي، فمنذ رحيل صاحبه وهو يشعر أنه يحمل بصدره حزن العالم ولا مكان يسعه، فكل الأماكن اعتاد على زياراتها مع صديقه الوفي كما كان يلقبه.
وبحسب صديقه، «حمادة مكنش بس صاحبي، ده كان أخويا وأكتر، إحنا مكناش بنسيب بعض إلا على النوم، وعلى طول موجودين سوا وكل حاجة وأي مشوار كنا لازم نتفق قبلها ونتوكل على الله نروحه مع بعض».
كان الشاب الراحل «حمادة» يمتلك قلباً طيباً وملامح بريئة علاوة على أخلاقه المستقيمة والتي جعلت أهل القرية تشعر بالحزن لوفاته: «صاحبي كان متربي ومتعود يساعد الصغير والكبير والغريب قبل القريب، وطول الوقت يقول للي حوليه أنا رقبتي سدادة هو مشي لكن سايب روحه وسيرته الحلوة وسطنا.. ابن أصول واتربى على الأخلاق لكن ميغلاش على الله سبحانه وتعالى ربنا يرحمه ويغفر له، ويتمم جوازه ده في الجنة»، بحسب حديث عبده الحمزاوي، والذي أكد أن أسرته وخطيبته في حالة انهيار وحزن بعد رحيله المباغت.
تعليقات الفيسبوك